المقدسيون يعتبرون مشاركتهم بالانتخابات دعاية إسرائيلية

A Palestinian youth posts campaign posters of independent candidate in January's Palestinian presidential election, Mustafa Barghuti, in the southern Gaza Strip town of Rafah, 27 December 2004.



رغم الإعلان الإسرائيلي الرسمي بالسماح للفلسطينيين في القدس الشرقية بالمشاركة في انتخابات الرئاسة الفلسطينية المزمع إجراؤها في التاسع من الشهر الحالي، فإن المراقبين السياسيين يرون في هذا الإعلان مجرد دعاية جاءت بعد ضغوط أميركية وأوروبية ومصرية وأردنية.
 
فالحكومة الإسرائيلية تضع العراقيل أمام مشاركة المقدسيين الفلسطينيين في هذه الانتخابات من خلال الشروط التي وضعتها والمتمثلة بالسماح لـ 5730 شخصا فقط بالإدلاء بأصواتهم في خمسة مراكز داخل الحدود البلدية من مجموع الأصوات التي تربو على 120 ألف شخص.
 
وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية أغلقت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي مراكز تسجيل للانتخابات داخل حدود بلدية القدس بحجة أن القدس الشرقية المحتلة هي جزء من عاصمة إسرائيل الموحدة والأبدية.
 
مضايقات متكررة

"
مشاركة المقدسيين في الانتخابات بمثابة استفتاء على عروبة القدس
"

وفي حديثه للجزيرة نت قال فضل طهبوب عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي وهو أحد أبناء القدس إن المضايقات الإسرائيلية للمقدسيين لم تتوقف، كما حدث في انتخابات 1996 وما رافقها من إشاعات حول سحب هوية من يشارك في الانتخابات وحرمانه من التأمين الصحي وبالتالي منعه من الإقامة في القدس, حيث أن هوية المقدسيين الفلسطينيين حسب الفهم الإسرائيلي تخولهم الإقامة في القدس لحين إيجاد مكان آخر يقيمون فيه.

 
واعتبر طهبوب أن مشاركة المقدسيين الفلسطينيين في انتخابات الرئاسة قضية وطنية وتمثل استفتاء على القدس كجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كونها عاصمة الدولة الفلسطينية.
 
أما الكاتب جميل السلحوت فقال إن الضغوط الإسرائيلية على المقدسيين الفلسطينيين لم تتوقف يوما منذ وقوع المدينة تحت الاحتلال وذلك لأن المدينة المقدسة هي الأكثر استهدافا من بين الأراضي الفلسطينية.
 
وأضاف أن سماح إسرائيل للمقدسيين الفلسطينيين بالمشاركة في الانتخابات نوع "من ستر عورة الديمقراطية الإسرائيلية التي تريد القدس الشرقية كأرض وليس كسكان, وإذا ما اعتبرتها كسكان فإن ذلك يشكل خطرا ديمغرافيا حسب الفكر الصهيوني لما يترتب على ذلك من السماح لهم بالمشاركة في انتخابات الكنيست".
 
ودعا السلحوت المقدسيين الفلسطينيين إلى المشاركة في الانتخابات بشكل كبير ومكثف بغض النظر عن المرشح الذي سينتخبه كل ناخب. كما أكد على أهمية المشاركة حتى بورقة فارغة لأن هذه المشاركة بمثابة استفتاء على عروبة القدس.
 
أما عبد الله الكسواني عضو قيادة فتح لإقليم القدس فقد ندد بالضغوط الإسرائيلية على المقدسيين الفلسطينيين والمتمثلة بالضرائب المختلفة التي تفوق قدراتهم المالية, والحواجز العسكرية وسور العزل العنصري الذي يعزل المدينة المقدسة عن امتدادها الفلسطيني.
 
ودعا المقدسيين إلى المشاركة الفعالة في الانتخابات، معتبرا ذلك فرض عين وطني على كل مقدسي لما تمثله من تثبيت للحضور الفلسطيني داخل القدس.
 
من جهته أشاد سليمان مطر الناشط في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بانتماء المقدسيين الفلسطينيين الذين يقاطعون الانتخابات البلدية الإسرائيلية، واعتبر المشاركة في الانتخابات الفلسطينية دليلا على وطنية وانتماء كل فرد يشارك في هذه الانتخابات.
 
وأشار إلى أن الحواجز العسكرية وسور العزل العنصري والتي تغلق منافذ القدس سيكون لها تأثير على نسبة المقترعين الذين سيواجهون صعوبات للوصول إلى صناديق الاقتراع خارج المدينة.
 
يذكر أن اتفاقات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في سبتمبر/ أيلول 1993 نصت على مشاركة المقدسيين الفلسطينيين في انتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي الفلسطينية.

ــــــــــــــــــ
مراسلة الجزيرة نت
المصدر : غير معروف