أربعة مليارات دولار لضحايا تسونامي
أكدت أرقام الأمم المتحدة أن مجموع التبرعات التي أعلن عنها دوليا لمساعدة الدول المنكوبة بزلزال تسونامي وصلت نحو أربعة مليارات دولار، وهي تبرعات غير مسبوقة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في افتتاح قمة عقدت في جاكرتا لإغاثة منكوبي المد الزلزالي (تسونامي)، أنه يجب توفير مبلغ 977 مليون دولار فورا لتمويل مشاريع معينة لمساعدة خمسة ملايين شخص في 11 بلدا ضربتها الأمواج العاتية الناجمة عن الزلزال يوم 26 من الشهر الماضي.
وقبل يوم من القمة رفعت عدة دول بينها ألمانيا وأستراليا قيمة مساعداتها، فقد تعهد رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد بتقديم معونات تبلغ قيمتها 764 مليون دولار بما يضع أستراليا على رأس قائمة الدول المانحة للدول المنكوبة. تليها في المرتبة الثانية ألمانيا التي أعلنت حكومتها زيادة حجم مساعداتها من نحو 26 مليون دولار إلى 668 مليونا.
وتأتي اليابان التي تعهدت بمنح 500 مليون دولار ثالثة، متقدمة على الولايات المتحدة التي وعدت بتقديم 350 مليونا. وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي مع أعضائه -كل على حدة- قدم نحو 500 مليون دولار.
وتعتبر كارثة تسونامي التي ضربت منطقة جنوب وجنوب شرق آسيا أضخم كارثة طبيعية تواجهها الأمم المتحدة منذ تأسيسها قبل 60 عاما. وقد قرر أنان إدارة تحالف إغاثة دولي من جاكرتا لتنسيق جهود الإغاثة وليراقب بنفسه عن كثب مجريات العمليات وتوزيع المنح والمساعدات.
ويشارك في القمة قادة دول رابطة جنوب شرق آسيا والأمم المتحدة ووزير الخارجية الأميركي كولن باول ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو.
الحلف الأميركي
وبعد أن حصلت الأمم المتحدة اليوم في جاكرتا على تفويض دولي بقيادة عمليات المساعدة وإعادة الإعمار, قررت واشنطن حل مجموعتها للإغاثة التي تضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند, ووضعها تحت قيادة تحالف الإغاثة الدولي برئاسة المنظمة الدولية.
وقد عبر باول عن تأثره بالكارثة بعد تحليق طائرته فوق المناطق المنكوبة في جزيرة آتشه الإندونيسية، وقال إن هول الفاجعة يفوق كل ما شاهده من حروب وأعاصير وعواصف. وذكر أن واشنطن وضعت تحت تصرف حكومة جاكرتا سفنا ومروحيات و13 ألف جندي.
وفي هذا السياق أعلنت قيادة القوات الأميركية في المحيط الهادي أن الولايات المتحدة تنوي رفع عدد مروحياتها المنتشرة في جنوب آسيا لنقل المساعدات إلى 90 مروحية.
كما تعتزم واشنطن خلال الساعات المقبلة إرسال السفينة المستشفى "يو.أس.أن.أس ميرسي" التي تبلغ سعتها ألف سرير والمجهزة بعشر غرف للعمليات الجراحية. كما أبحرت حاملة المروحيات الفرنسية جان دارك أمس من جيبوتي متوجهة إلى جزيرة سومطرة الإندونيسية في مهمة طبية عاجلة.
وتحاول منظمات الإغاثة التغلب على مصاعب محلية في البلدان المنكوبة إثر تدمير الطرق والجسور بسبب موجات المد، وتنامي المخاوف من انتشار أوبئة مثل الكوليرا والملاريا بين المشردين.
وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد الجرحى الذين سقطوا نتيجة الكارثة بنحو نصف مليون، وأعربت عن تخوفها من حصول كارثة صحية ما لم يتم تأمين مياه الشرب والإسعافات بسرعة.