ارتفاع ضحايا تسونامي وتبرعات سخية لإغاثة المنكوبين

أشارت أحدث حصيلة إلى أن عدد ضحايا المد الزلزالي البحري تسونامي الذي اجتاح جنوب وجنوب شرق آسيا تجاوز الـ165 ألف قتيل.
وجاء هذا الارتفاع الكبير في حصيلة الضحايا بعد إعلان وزارة الشؤون الاجتماعية الاندونيسية أن أكثر من 113 ألف شخص على الأقل قتلوا في شمال جزيرة سومطرة التي كانت مركزا للزلزال وما تلاه من مد بحري، في حين كانت الحصيلة السابقة تشير إلى مقتل 94 ألفا.
وأكد منسق عمليات إغاثة الطوارئ للأمم المتحدة يان إيغلاند أن عمليات الإنقاذ تتقدم في المناطق الأكثر تضررا في إقليم آتشه رغم الصعوبات الكبيرة، مشيرا إلى أن هذه المشاكل ستتواصل في القطاعات التي لا يمكن الوصول إليها والمقطوعة عن العالم في المناطق التي ضربها المد البحري.
وقد وصل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اليوم إلى باندا آتشه عاصمة الإقليم لتفقد المنكوبين هناك، في وقت غادر فيه وزير الخارجية الأميركي المستقيل كولن باول جاكرتا متوجها إلى سريلانكا مواصلا جولته في دول آسيا المتضررة من تسونامي.
وكان باول عبر عن تأثره بالكارثة بعد تحليق طائرته فوق المناطق المنكوبة في جزيرة آتشه الإندونيسية، وقال إن هول الفاجعة يفوق كل ما شاهده من حروب وأعاصير وعواصف. وذكر أن واشنطن وضعت تحت تصرف حكومة جاكرتا سفنا ومروحيات و13 ألف جندي.
وفي هذا السياق أعلنت قيادة القوات الأميركية في المحيط الهادي أن الولايات المتحدة تنوي رفع عدد مروحياتها المنتشرة في جنوب آسيا لنقل المساعدات إلى 90 مروحية.
كما تعتزم واشنطن خلال الساعات المقبلة إرسال السفينة المستشفى "يو.إس.أن.إس ميرسي" التي تبلغ سعتها ألف سرير والمجهزة بعشر غرف للعمليات الجراحية إلى المنطقة. كما أبحرت حاملة المروحيات الفرنسية جان دارك أمس من جيبوتي متوجهة إلى جزيرة سومطرة الإندونيسية في مهمة طبية عاجلة.
تبرعات سخية
في هذه الأثناء أعلن البنك الآسيوي للتنمية أنه سيرفع مساعدته إلى 500 مليون دولار مقابل 350 مليونا كان رصدها في البدء للدول الآسيوية المنكوبة.
وقال البنك في بيان نشره مقره في مانيلا إن المساعدة ستقدم إلى إندونيسيا وجزر المالديف وسريلانكا على شكل هبات وقروض بشروط تفضيلية، مشيرا إلى أنه على اتصال مع دول أخرى ضربها المد البحري كي يحدد حاجاتها.
وأعرب البنك أيضا عن نيته إدارة وتمويل دراسة بقيمة مليون دولار لإقامة نظام إنذار وقائي للمد البحري في المحيط الهندي.
وقد أكدت أرقام الأمم المتحدة أن مجموع التبرعات التي أعلن عنها دوليا لمساعدة الدول المنكوبة بزلزال تسونامي وصلت نحو أربعة مليارات دولار، وهي تبرعات غير مسبوقة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة في افتتاح قمة عقدت في جاكرتا لإغاثة منكوبي المد الزلزالي (تسونامي)، أنه يجب توفير مبلغ 977 مليون دولار فورا لتمويل مشاريع معينة لمساعدة خمسة ملايين شخص في 11 بلدا ضربتها الأمواج العاتية الناجمة عن الزلزال يوم 26 من الشهر الماضي.
ورفعت عدة دول بينها ألمانيا وأستراليا قيمة مساعداتها، فقد تعهد رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد بتقديم معونات تبلغ قيمتها 764 مليون دولار بما يضع أستراليا على رأس قائمة الدول المانحة للدول المنكوبة. تليها في المرتبة الثانية ألمانيا التي أعلنت حكومتها زيادة حجم مساعداتها من نحو 26 مليون دولار إلى 668 مليونا.
وتأتي اليابان التي تعهدت بمنح 500 مليون دولار ثالثة، متقدمة على الولايات المتحدة التي وعدت بتقديم 350 مليونا. وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت في وقت
سابق أن الاتحاد الأوروبي مع أعضائه -كل على حدة- قدم نحو 500 مليون دولار.