هجمات دامية بالعراق وبوش يتمسك بموعد الانتخابات
تواصلت في الساعات الـ24 الماضية الهجمات والتفجيرات في أنحاء متفرقة من العراق، ففي مدينة الحلة جنوبي بغداد قتل 22 من عناصر الشرطة العراقية وأصيب 12 آخرون في انفجار استهدف أكاديمية الشرطة بالمدينة والتي كانت تشهد حفلا لتخريج عدد من الضباط والجنود. وقد أعلنت جماعة الجيش الإسلامي في العراق في بيان نشر على موقع إلكتروني تابع لها مسؤوليتها عن هذا التفجير.
وبعد ذلك بساعات قتل ستة من أفراد الشرطة وأصيب 13 آخرون بجروح في عملية مماثلة في بعقوبة شمال شرق بغداد. كما قتل العقيد خليفة حسين المسؤول عن أمن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في المدينة ذاتها.
وقتل ثلاثة من عناصر الحرس الوطني في مدينة سامراء وأصيب آخران في اشتباكات مع مسلحين وقعت بأحد أحياء المدينة الواقعة شمال بغداد. وفي سامراء أيضا قتل أربعة يعملون مع الجيش الأميركي إثر كمين نصبه لهم مسلحون في منطقة القلعة. وقتل شرطي عراقي في إطلاق نار ضد نقطة تفتيش في بلد شمال بغداد.
وفي بغداد نفسها قتل عراقي وأصيب أربعة آخرون بجروح في عملية انتحارية استهدفت رتلا عسكريا أميركيا في حي العامرية وأدت إلى مقتل منفذها أيضا.
وفي الرمادي غرب بغداد قتل أربعة عراقيين في مواجهات بين الجنود الأميركيين ومسلحين في هذه المدينة التي عثر فيها أيضا على ثلاث جثث يعتقد أنها لسائقين أردنيين. من جانب آخر قصفت طائرات أميركية مواقع في منطقتي الجبيل والشهداء في مدينة الفلوجة غرب بغداد.
وفي منطقة الجبيلة بمدينة البصرة جنوبي العراق قتل شرطي عراقي وجرح آخران في هجوم استهدف نقطة تفتيش.
تعزيز الأمن
وللحد من هذا التصاعد الملحوظ في الهجمات والتفجيرات مع اقتراب موعد الانتخابات يوم 30 من الشهر الجاري، أكد قائد القوات الأميركية في منطقة بغداد الجنرال بيتر كياريلي أن القوات الأميركية ستنتشر بكثافة في العاصمة العراقية يوم الانتخابات، إلا أنه حض المواطنين العراقيين على تقديم المعلومات للمساعدة في منع أي تفجيرات بسيارات مفخخة أو هجمات صاروخية يشنها مسلحون على المدينة.
من جهته قال رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي إن أهم ما يواجه العراق في هذه المرحلة هو الإرهاب وما وصفها بالسلفية التكفيرية. وتوعد علاوي خلال زيارة قام بها لأحد مراكز تدريب قوات الشرطة والحرس الوطني بالقضاء على من وصفهم بالأعداء.
وقد أجرى الرئيس الأميركي جورج بوش اتصالا هاتفيا مع الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور والعاهل الأردني عبد الله الثاني ومع الرئيس المصري حسني مبارك وجدد لهم التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات العراقية في موعدها المقرر.
غير أن وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب أكد للصحفيين على هامش اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس أن كل الخيارات تبقى مفتوحة بالنسبة لموعد الانتخابات، رغم أن الحكومة العراقية المؤقتة تبذل ما في وسعها حتى تجريها في موعدها المحدد.
التصويت في الخارج
وبعيدا عن هذا الجدل بشأن موعد الانتخابات أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن سوريا وتركيا والإمارات سمحت للعراقيين المقيمين فيها بالمشاركة في هذا الاستحقاق السياسي.
وأوضحت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها أن هذه الدول الثلاث كانت الأخيرة على لائحة من 14 دولة وضعتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وسيتمكن نحو مليون عراقي يقيمون فيها من المشاركة في العملية الانتخابية.
وستفتح مراكز التصويت أمام العراقيين المقيمين في الخارج على مدى ثلاثة أيام بين 28 و30 يناير/ كانون الثاني الجاري في كل من أستراليا وبريطانيا وكندا والدانمارك وفرنسا وألمانيا وإيران والأردن وهولندا والسويد والولايات المتحدة.
ويمكن للعراقيين المقيمين في دول غير الدول المدرجة على اللائحة تسجيل أسمائهم والإدلاء بأصواتهم في أي من الدول الـ14 شرط أن يقوموا بالترتيبات اللازمة للتوجه إليها.