تباطؤ عمليات الإغاثة يهدد الآلاف من ضحايا الزلزال

حذرت الأمم المتحدة من الآثار القاتلة للتباطؤ في إيصال المساعدات للمتضررين من موجات المد الزلزالي الذي ضرب جنوبي آسيا قبل أسبوع.
وأعلن منسق شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة يان إيغلاند, أن منظمته ستركز عملياتها في منطقتي سومطرة وآتشه الإندونيسيتين -وهما الأكثر تضررا بالزلزال- مضيفا أن عشرات الآلاف يمكن أن يموتوا قبل وصول فرق الإغاثة.
وذكر المسؤول الدولي أن الطرق في المنطقتين كانت قليلة قبل الكارثة وهي الآن غير موجودة البتة, مشيرا إلى أن عدد القتلى الذي وصل إلى 150 ألفا سيرتفع باطراد, وقد لا يعرف عددهم النهائي إطلاقا.
وذكر إيغلاند أن عمليات الإغاثة في بعض الدول الآسيوية التي ضربتها موجات المد بدأت تنتقل إلى مرحلة إعادة الإعمار, لكنها في إندونيسيا مازالت بطيئة وصعبة.
في هذا السياق أعلنت وزارة الصحة الإندونيسية اليوم, أن كارثة الزلزال أدت إلى تشريد 387 ألف إندونيسي في إقليم آتشه فيما وصل عدد القتلى إلى 94081 قتيلا.
أوبئة
وفي سريلانكا حيث أوقعت موجة المد نحو 30 ألف قتيل, ذكر مراسل الجزيرة أن عوائق كثيرة تشهدها عملية إيصال المساعدات للمنكوبين, بينها النقص في الطواقم البشرية, والهجوم الذي تتعرض له الشاحنات.
وعدد المراسل عوائق أخرى بينها استمرار سقوط الأمطار بغزارة على سواحل سريلانكا الشرقية, وافتقار الحكومة إلى وسائل توزيع المساعدات, وهو ما أدى إلى تكدس جزء من المساعدات في المخازن.
وحذرت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف كارول بيلامي خلال تفقدها لمناطق التاميل شمال سريلانكا, من انتشار الأوبئة وسط أنباء عن تفشيها في شرقي وشمالي البلاد, نتيجة لتعفن الجثث وتلوث المياه.
وفي الصومال التي شملتها أضرار المد الزلزالي أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه يواجه صعوبة في إيصال المساعدات إلى المتضررين بسبب انعدام الأمن في البلاد.
تجربة بم
على صعيد آخر ألمح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي يستعد لزيارة المناطق المنكوبة في إندونيسيا وسريلانكا والمالديف إلى أن المانحين قد لا يفوا بكل ما وعدوا به من معونات.
وقال أنان خلال مؤتمر صحفي إن وقائع الماضي في موضوع الوفاء بتقديم المساعدات تدعو للقلق, في إشارة إلى مبلغ الملياري دولار الذي تعهدت نحو 40 دولة ومنظمة دولية بتقديمها للمنكوبين.
وأعاد المسؤول الدولي إلى الأذهان عدم وفاء الدول المانحة بوعودها بتقديم المساعدات إلى المتضررين من زلزال بم في إيران العام 2003.
ومعلوم أن أنان سيشارك في اجتماع يعقد في العاصمة الإندونيسية في السادس من الشهر الحالي يضم الدول المتضررة من الزلزال وأبرز الدول المانحة. وسيوجه أنان في الاجتماع نداء شاملا لجمع مزيد من الأموال للمتضررين.
تبرعات
في غضون ذلك وجه الرئيس الأميركي جورج بوش واثنين من رؤساء أميركا السابقين هما بوش الأب وبيل كلينتون نداء مشتركا للأميركيين للتبرع بأموال لمساعدة ضحايا المد الزلزالي في آسيا.
وقام الرئيس الأميركي ووالده العضوان في الحزب الجمهوري وكلينتون المنتمي للحزب الديمقراطي بزيارة سفارات إندونيسيا والهند وسريلانكا وتايلند للتسجيل في كشوف التعازي بضحايا الكارثة.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي المستقيل كولن باول على متن الطائرة التي أقلته إلى العاصمة التايلندية أنه بعد أسبوع من الزلزال ما زال نحو 5 آلاف سائح أميركي في عداد المفقودين.
ومعلوم أن نحو 12500 جندي أميركي وصلوا إلى سواحل الدول المنكوبة على متن سفن حربية يواصلون المشاركة في جهود الإغاثة بواسطة الطائرات المروحية في كل من تايلند وسريلانكا وإندونيسيا.