التحول الديمقراطي الفلسطيني والتحديات المنتظرة

التحول الديمقراطي الفلسطيني يلقى بظلاله على مستقبل القضية

 
أثارت الأجواء الانتخابية التي شهدتها الساحة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة الماضية جملة تساؤلات لدى العديد من المراقبين والأوساط السياسية والأكاديمية الفلسطينية حول التحول الديمقراطي الفلسطيني ومدى انعكاسه على واقع ومستقبل القضية الفلسطينية.
 
فقد أجمع عدد من السياسيين والأكاديميين الفلسطينيين المشاركين في الندوة السياسية التي عقدتها جمعية بادر للتنمية والإعمار بمدينة غزة مساء أمس، على أن التجربة الديمقراطية ليست كاملة وينتظرها العديد من التحديات المحلية والإقليمية الصعبة.
 
ويقول جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن العملية الديمقراطية التي يحتاجها المجتمع الفلسطيني هي تلك العملية التي تقوم على أسس ائتلافية تتسع لجميع القوى السياسية الفلسطينية، وتستطيع أن تحشد كل طاقات الشعب الفلسطيني بالاحتكام إلى الشعب وليس إلى نظام الحصص (الكوتة) أو نظام الأغلبية العددية.
 
ودعا المجدلاوي إلى الاستفادة من مقدمات التحول الديمقراطي الذي تشهده الساحة الفلسطينية واستكمال العملية الديمقراطية، وفق قانون انتخابي جديد يعتمد على مبدأ التمثيل النسبي.
 
وحذر من مغبة عدم استكمال العملية الديمقراطية في انتخابات المجلس التشريعي، والمراحل الانتخابية لباقي المجالس المحلية والقروية الأخرى.
 
الديمقراطية الحقيقية

"
الهندي:
الديمقراطية التي تقتصر على فلسطينيي الأراضي المحتلة جزئية ومنقوصة كونها تستثني فلسطينيي الشتات والمنفى
"

من جانبه يرى محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن الديمقراطية الحقيقية هي التي تعزز صمود المقاومة في معركة الاحتلال.

 
واعتبر الهندي أن العملية الديمقراطية التي تقتصر على فلسطينيي الأراضي المحتلة عملية جزئية ومنقوصة، كونها تستثني فلسطينيي الشتات والمنفى الذين يحق لهم المشاركة في العملية الديمقراطية.
 
وأضاف أن مصطلح الديمقراطية الذي يتم ترويجه في ظل وقوع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ليس في مصلحته، لافتا إلى أن الأولوية يجب أن تنصب على  تحرير الأرض والشعب ومن ثم تدعى الأطراف الفلسطينية إلى تحديد الشكل الديمقراطي المناسب.
 
وأوضح الهندي أن الانتخابات الفلسطينية الرئاسية كانت بمثابة ملء شاغر بعد غياب الرئيس عرفات وليست عملية ديمقراطية تعطي الفائز تفويضا للفصل في القضايا الرئيسية.
 
وأشار إلى أن حركته لن تندمج في مؤسسات السلطة الفلسطينية، محذرا من تداعيات اندماج الفصائل الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير في السلطة.
 
من جهته قال إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية إن التجربة الديمقراطية الفلسطينية ليست ديمقراطية حقيقية، مشيرا إلى أن الساحة الفلسطينية تشهد رهانين متناقضين حول الانتخابات ومدى التحول الديمقراطي.
 
يتركز الرهان الأول في نظر أبراش حول معسكر "العدو الإسرائيلي أو الأميركي" الذي يريد أن يجعل من هذه الديمقراطية ملهاة للصراع على الأصوات الانتخابية والمصالح والسلطة لنسيان الاحتلال، وإخراج الفلسطينيين عن المسار الصحيح، وخلق تربةً خصبة من أجل الاقتتال والتصارع والتنافس على السلطة وليس على واقع الاحتلال.
 
أما الرهان الثاني فينصب حول الخشية من أن تكون هذه الديمقراطية مجرد أداة لفرز قيادة وطنية فلسطينية تعبر عن إرادة الأغلبية من أجل استكمال مشروع التحرر الوطني الفلسطيني.
 
وأعرب أبراش عن خشيته من أن تصبح الديمقراطية الحالية مجرد أداة ووسيلة وليس هدفا في حد ذاتها، من أجل الاتفاق على برنامج للأغلبية وعلى قيادة يمكن أن تمثل غالبية الشعب الفلسطيني.
_____________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : غير معروف

إعلان