كيف ينظر العرب إلى الانتخابات العراقية؟

AFP - Iraqis queu to vote at a polling station in the centre of Az Zubayr, southern Iraq, 30 January 2005. Iraqis voted today in


يقول شاب سعودي وهو يشرب قهوته إن الانتخابات العراقية تقلقه لأنها قد تؤدي لحرب أهلية هناك، بينما يرى آخر مصري وهو يتمشى على ضفاف النيل أنها تزييف أراد به الأميركيون وضع حكومة موالية لهم في العراق, أما شاب يمني يخزن بعض أوراق القات فإنه يتمنى أن تضغط الولايات المتحدة على الحكومات العربية الاستبدادية لتغييرها.

الخيار الصعب
العرب كلهم مهتمون بالانتخابات العراقية التي يعرفون أنها ستزيد نفوذ المسلمين الشيعة في الشرق الأوسط الذي يعتبر تقليديا منطقة سيطرة للمسلمين السنة, كما يعون أنها تعني أن واشنطن استطاعت فرض ديمقراطية في العراق بالقوة مما قد يهز الحكومات العربية المستبدة.

يقول تركي الحمد أستاذ العلوم السياسية السابق إن الحكومات العربية تأمل أن لا تنجح التجربة الديمقراطية في العراق لأن نجاحا كهذا سيجعلهم أمام خيار صعب فإما أن يغيروا أو سيتغيرون.

وتباينت ردود الأفعال العربية حول الانتخابات العراقية فتحفظ عليها أغلبهم بسبب التدخل الأميركي الذي يقولون إنه عزز عدم ثقتهم فيها.

المتحفظون على الانتخابات
يقول الأردني محمد فخري وهو صاحب محل للهواتف المحلومة إن هذه الانتخابات فيلم أميركي أريد من خلاله إقناع العراقيين بالتصويت كي يبقى الأميركيون في العراق ويسيطروا على نفطه, مضيفا أن أفراد الحكومة التي ستعين على إثر هذه الانتخابات سيكونون عملاء يخدمون المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.

أما أم عبد الرحمن وهي بائعة زهور مصرية محجبة فإنها رأت في هذا التصويت "محاولة تهدئة للشعب العراقي تمثل الديمقراطية ديكورا لها".


undefinedالمؤيدون للانتخابات
لكن في مقابل هؤلاء المنتقدين هناك من يرى أن هذه الانتخابات قد تمثل خطوة إلى الأمام من أجل مزيد من الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.

يقول فتحي العريقي -وهو يمني طالب في كلية العلوم السياسية- إن الانتخابات طالع جيد من أجل التخلص من الحكومات الدكتاتورية, مضيفا أنه يتمنى أن لا يكون هدف أميركا هو مصالحها فقط بل "آمل أن تعمل على نشر ديمقراطية حقيقية في المنطقة".

ويقول محمد آل عمران صاحب محل سعودي إنه يحذر الشيعة من أي شيء قد يجر البلاد إلى حرب أهلية, مضيفا أنهم كانوا يمقتون صدام حسين بسبب اضطهاده لهم وأن عليهم أن يحذروا من فعل الشيء نفسه لغيرهم.

من جانبه قال محمد محفوظ -وهو محرر شيعي في إحدى المجلات الثقافية- إن الشيعة السعوديين يتابعون الانتخابات العراقية عن كثب وباهتمام بالغ وإنهم يدعون الله أن تتم بسلام.

تخوف وترقب
لكن بعض جيران العراق من العرب السنة عبروا عن تخوفهم من أن تتحالف الحكومة العراقية المقبلة مع إيران فيمثلون هلالا شيعيا قد يؤدي ببعض المجموعات الشيعية الأخرى الموجودة في دول أخرى بالمنطقة إلى أن تتقدم بمطالب سياسية.

يقول الحمد إن السعودية لن تخشى حكومة شيعية في العراق إلا إذا رأت أنها تحالفت مع إيران حينها ستخشى أن يصدر الإيرانيون ثورتهم إليها, مضيفا أنه لا يعتقد أن الشيعة السعوديين سيطالبون بالانفصال لكنه يعتقد أن حكومة شيعية في العراق ستعطيهم مزيدا من الثقة للمطالبة بحقوقهم بشكل أكثر حدة.

وتختلف آراء المثقفين والسياسيين والكتاب العرب حول ما إذا كانت الانتخابات العراقية ستمثل نموذجا ديمقراطيا يحتذا به في منطقة لا تكاد تجرى فيها أي انتخابات حرة ونزيهة, كما أن منظمات حقوق الإنسان لا تستطيع العمل فيها إلا تحت ضغوط كبيرة.

يقول المتحدث باسم منظمة الجامعة العربية إن هذه الانتخابات خطوة للأمام, مضيفا أن الوضع الأمني في العراق غير مستقر وبالتالي فهو "نموذج يجب تفاديه".

أما المحلل السياسي رفيق الخوري فقد كتب في الصحيفة اللبنانية الأنوار يقول إن الحكومات العربية التي انتقدت بعض النواقص في الانتخابات العراقية

وطالبت بأن تكون نزيهة وشفافة "تحرم شعوبها من مثل تلك الانتخابات".

وبدوره قال الطالب المصري أحمد عبد الرحمن إنه لا يثق في نوايا أميركا في العراق ويخشى أن يكون الزعيم العراقي المقبل تابعا لها.

لكن عندما سأل ما إذا كانت الديمقراطية تستطيع النمو في مصر في الوقت الذي ألمح فيه الرئيس المصري حسني مبارك إلى نيته ترشيح نفسه لولاية خامسة، نظر أحمد عبد الرحمن إلى السماء وقال "لنتكلم عن العراق ونبتعد عن الكلام عن مصر".

المصدر : أسوشيتد برس

إعلان