فوز حماس الساحق يفاجئ جميع الأوساط

30/1/2005
فاجأ الفوز الساحق الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المرحلة الأولى من انتخابات المجالس المحلية التي نظمت في عشرة مجالس محلية بقطاع غزة جميع الأوساط التنظيمية والمحلية في القطاع.
ففوز حركة حماس بأكثر من 65% من مقاعد عضوية المجالس البلدية أشعل جميع الأضواء الحمراء في أروقة حركة فتح ومؤسساتها التنظيمية.
وفي هذا الصدد يقول مؤمن بسيسو المختص في شؤون الحركات الفلسطينية إن الفوز الذي حققته حركة حماس في هذه الانتخابات يمثل انتصارا معنويا كبيرا لمشروع حماس، ويشكل دفعة قوية لمسيرتها السياسية التي باتت الانتخابات أهم مفاصلها خلال المرحلة الراهنة والمستقبلية.
وأكد أن نتائج الفوز جاءت محرجة لكافة استطلاعات الرأي التي ركزت على تراجع شعبية حركة حماس في أوساط الفلسطينيين بعد وفاة الرئيس عرفات.
ويرى بسيسو أن فوز حماس يشكل تحديا خطيرا لحركة فتح في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية والتشريعية المقررة في منتصف العام الجاري مشيرا إلى احتمال أن تشهد المرحلة المقبلة تراجعا وتصدعا في صفوف حركة فتح الداخلية نتيجة الخلافات الكامنة تحت الرماد التي جمدتها مصالح الحفاظ على نفوذ فتح في أعقاب وفاة الرئيس ياسر عرفات.
وأضاف أن الاختبار الكبير الذي ستواجهه حركة حماس في المرحلة الراهنة، هو مدى قدرتها على الحفاظ على رصيدها الشعبي واستثماره لخدمة مشروعها وبرنامجها السياسي.
ديمقراطية فلسطينية
" فوز حماس انتصار للديمقراطية الفلسطينية التي جرت بشكل نزيه وعلى مستوى عال من الشفافية " |
من جانبه قال ذياب اللوح عضو المجلس الثوري لحركة فتح إن الفوز الذي حظي به مرشحو حركة حماس في الانتخابات المحلية يعد انتصارا للديمقراطية الفلسطينية التي جرت بشكل نزيه وعلى مستوى عال من الشفافية.
وأكد أن حركته تحترم هذا الفوز، ولن تلجأ إلى التشكيك فيه كما شككت بعض الفصائل في نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مرشحها قبل أقل من شهر.
وأوضح اللوح أن نتائج الانتخابات كانت مفاجئة للحركة مضيفا أنها لن تكون المفصلية والحاسمة على المدى الإستراتيجي، وأن الحركة ستكون قادرة على استنهاض نفسها، وستثبت في الجولات الانتخابية المقبلة أنها الحركة الفلسطينية الجماهيرية القادرة على قيادة النضال الفلسطيني.
وعن أسباب إخفاق مرشحي قوائم حركة فتح في الانتخابات قال اللوح إن الأسباب كثيرة وأهمها الاعتقاد السائد لدى أطر حركة فتح التنظيمية في المناطق التي جرت فيها الانتخابات بحتمية الفوز، الأمر الذي أدى إلى تراخي مفاصل الحركة ونجمت عنه هذه النتائج المفاجئة.
ونفى اللوح أن تكون حركته قد تعرضت إلى انقسامات أو خلافات مستدلا بالنتائج التي حققتها الحركة في الانتخابات الرئاسية.
دراسة الإخفاق
وأضاف أن الحركة قررت دراسة الإخفاق الذي تعرضت له على رأس جدول أعمال اللجنة الحركية العليا واللجنة المركزية، والمجلس الثوري للحركة الذي سينعقد في 25 فبراير/ شباط المقبل.
من جهته قال حسن يوسف القائد البارز في حركة حماس إن الفوز الذي حققه مرشحو حماس في الانتخابات البلدية، ليس فوزا من أحد على أحد، و إنما هو تنافس بين القوى الفلسطينية لخدمة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الفوز سيسخر لتصليب البيت الفلسطيني وإعادة ترتيبه الداخلي.
واعتبر يوسف الفوز الذي حققته حركته دليلا واضحا على رغبة الشارع الفلسطيني، في إعادة صياغة حياته على قاعدة الاختيار الحر والبحث عن الأفضل، وصولا إلى التغيير الحقيقي والجاد.
وأشار إلى أن حماس ستبذل كل طاقتها كي تكون سندا وعونا للشارع الفلسطيني الذي ائتمنها على مصالحه وإدارة شؤون حياته.
ـــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت
مراسل الجزيرة نت
إعلان
المصدر : غير معروف