شح إمدادات الغاز أزمة تعم باكستان

30/1/2005
وصلت أزمة شح إمدادات الغاز الناجمة عن الاضطرابات الأمنية في إقليم بلوشستان إلى العاصمة إسلام آباد لتدق بذلك ناقوس الخطر, حيث أصبح منظر تجمع السيارات -التي يعمل معظمها بوقود الغاز- أمام محطات التعبئة أمرا مألوفا, فيما ارتفعت معاناة ربات البيوت اللواتي بدأن يواجهن صعوبة في طهي الطعام وتدفئة المنازل.
وتعاني حاليا أكثر من 700 محطة تعبئة غاز من شح الإمدادات فيما توقفت أخرى عن العمل الأمر الذي انعكس سلبا على ارتفاع أجر النقل في البلاد، في وقت احتلت فيه باكستان المرتبة الثالثة بالعالم بين الدول الأكثر استخداما للغاز كوقود للسيارات.
وأصاب نقص الغاز المطاعم العامة بأضرار بالغة جراء توقف معظمها عن العمل نظرا لعدم القدرة على تجهيز طعام الزبائن كالمعتاد إضافة إلى تراجع التنمية الصناعية بسبب تعطل الكثير من المصانع التي تعتمد على الغاز كمصدر للطاقة لا سيما صناعة الحديد والصلب.
معاناة وخسائر
" يعتبر إقليم بلوشستان الذي يحوي 60% من احتياطيات باكستان من الغاز من أكثر الأقاليم الباكستانية تخلفا من ناحية البنى التحتية والخدمات " |
وقد ضاعف تزامن الأزمة مع شدة البرد من معاناة الباكستانيين الذين يعتمدون كليا على الغاز في التدفئة حيث يعتمد نظام توزيع الغاز في باكستان على أنابيب ناقلة تصل إلى كل بيت، ولا مكان هنا لاستخدام الجرار كما هو حاصل في كثير من دول العالم.
وتقدر خسائر شركة الغاز الباكستانية اليومية بـ300 مليون دولار, فيما طال عمر الأزمة اليوم عن أسبوعين بعد قيام قبائل بلوشية متمردة بضرب منشآت الغاز وخطوط نقله في الإقليم مطالبين الحكومة بعدالة توزيع الثروة.
يشار إلى أن إقليم بلوشستان الذي يحوي 60% من احتياطيات باكستان من الغاز -وهو أحد أهم ثروات البلاد الطبيعية- يعتبر من أكثر الأقاليم الباكستانية تخلفا من ناحية البنى التحتية والخدمات.
ويقول سائق سيارة أجرة يدعى عابد إنه لم يشعر بحقيقة ما يحدث في بلوشستان إلا بعد أن اضطر أن يقف في طابور طويل أمام محطة الغاز لتعبئة خزان سيارته.
وقد تضاعفت شكاوى المواطنين بسبب استغلال بعض المحطات لأزمة الغاز وبيعه في السوق السوداء أو على أقل تقدير طلب رشى مقابل سرعة الحصول على الكميات المطلوبة من غاز السيارات.
يذكر أن الجيش الباكستاني أعلن مؤخرا عن إنشاء قاعدة عسكرية على أرض تبلغ مساحتها 400 فدان لحماية منشآت الغاز في منطقة سوي التي توجد فيها أكبر محطة للغاز في البلاد.
وقد بدأت الحكومة بتفريغ القرى القريبة من أنابيب الغاز من سكانها، ما قد يؤدي إلى تهجير أكثر من 15 ألف عائلة تحت شعار حماية منشآت الغاز من متمردين تقول الحكومة إنهم يستغلون سكان القرى المحيطة دروعا بشرية لضرب مشاريع الغاز وخطوط نقله.
على الصعيد الدولي يرى مراقبون أن تدهور أحوال منشآت باكستان الغازية سيلقي بظلاله السلبية على مشروع نقل الغاز الطبيعي من إيران إلى الهند عبر الأراضي الباكستانية، الذي صرح رئيس الوزراء شوكت عزيز بأنه سيكون على رأس أجندته في لقائه المقبل مع نظيره الهندي بداية فبراير/ شباط المقبل.
ــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت
ــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت
إعلان
المصدر : غير معروف