تفاؤل أميركي بالانتخابات والمسلحون يصعدون هجماتهم بالعراق

29/1/2005
توقع قائد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان الجنرال جون أبي زيد أن ملايين العراقيين سيدلون بأصواتهم في الانتخابات العراقية التي ستجري غدا الأحد رغم أستمرار نزيف الدم في هذا البلد.
واعترف أبي زيد في خطاب ألقاه في منتدى هيوستن بصعوبة الوضع الأمني في انتخابات الأحد مع تهديد المسلحين بشن حرب ضروس ضد الانتخابات وذلك في إطار حملة لتصعيد العنف وإفشال الانتخابات.
وفي السياق قال الجيش الأميركي إن إحدى مروحياته العسكرية للاستطلاع تحطمت في جنوب غرب بغداد مساء الجمعة، ولم ترد معلومات على الفور عن ضحايا.
وتقل المروحية وهي من طراز "أو إتش – 58 كيووا" طاقما من فردين، ولم تتوفر معلومات على الفور عما إن كان تحطمها نتيجة حادث أم هجوم تعرضت له، أشار متحدث باسم الجيش الأميركي إلى أن التحقيقات ما زالت جارية.
ويأتي سقوط المروحية بعد يومين من تحطم مروحية نقل جنود أميركيين في غرب العراق مما أودى بحياة 37 جنديا أميركيا في أكبر خسارة تتعرض لها الولايات المتحدة في العراق.

في هذه الأثناء صعد المسلحون من هجماتهم وقتلوا خمسة جنود أميركيين في ثلاث هجمات متفرقة في شمال وغرب وجنوب بغداد، كما فجروا مزيدا من مراكز الاقتراع في أنحاء متفرقة من البلاد، وقتلوا عشرة عراقيين بينهم ستة من أفراد الشرطة في انفجار سيارة مفخخة في جنوبي بغداد.
يأتي ذلك رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي بدأت السلطات العراقية بتطبيقها في أنحاء البلاد استعدادا للانتخابات التي ستجرى داخل العراق يوم غدا.
كما عززت القوات الأميركية وجودها على الحدود العراقية السورية, وبدأت مروحيات عسكرية بنقل جنود من قوات المارينز إلى المناطق الحدودية للمشاركة في عمليات المراقبة والتفتيش.
الانتخابات
بيد أن المرجع الشيعي الأعلي في لبنان آية الله حسين فضل الله استبعد أن ينال العراقيون انتخابات حرة ونزيهة بينما ترزخ البلاد تحت الاحتلال الأميركي.
وفي وقت بدأ فيه العد التنازلي للانتخابات العراقية التي ستجري بعد غد الأحد اعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش خلال حفل تنصيب وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن هذه الانتخابات ستكون "خطوة أولى" في المسيرة الديمقراطية.
وفي نيويورك حث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان العراقيين على الإدلاء بأصواتهم، ودعا في "رسالة إلى شعب العراق" بثها المكتب الإعلامي لأنان, العراقيين لـ"الاتحاد من أجل إعادة بناء بلادهم على أسس ديمقراطية.

وقلل فضل الله (69 عاما) -وهو عراقي ولد في لبنان وأمضى أكثر من 30 عاما في النجف- من المخاوف التي أثارها مسؤولون عرب بأن انتخابات الأحد ستؤدي إلى وصول قيادة شيعية منتخبة إلى قمة السلطة في أحد البلدان الرئيسية بالعالم العربي مع غياب واضح للسنة.
إعلان
وأضاف في تصريح لأسوشيتدبرس إن الشيعة لا يبحثون عن السيطرة على الحكومة في العراق، وأكد في محاولة لتبديد هذه المخاوف أن الشيعة لا يشكلون خطرا على أحد وإنما يريدون الانفتاح على الآخرين وبالتالي فإن هذه المخاوف غير موجودة.
في هذه الأثناء أشار استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة زغبي إنترناشيونال إلى أن 76% من السنة العرب في العراق يعتزمون مقاطعة الانتخابات، وأظهر أيضا الاستطلاع الذي شمل 805 عراقيين راشدين يعيشون في العراق أن 69% من شيعة العراق و82% من العرب السنة يؤيدون انسحابا سريعا للقوات الأميركية إما فور تولي حكومة منتخبة السلطة أو بعد ذلك.
وتوقع رئيس المعهد الأميركي جيمس زغبي أن تفرز الانتخابات "انقسامات عميقة وواضحة جدا إلى حد أن تفرق هذه الانتخابات بين الناس بدلا من تجميعهم".
وأظهر الاستطلاع الذي بلغ هامش الخطأ فيه 3.6 نقطة مئوية أن من المحتمل ألا يصوت في الانتخابات سوى 9% فقط من السنة العرب في حين سيصوت نحو 80% من الشيعة.
انتخابات الخارج

أما خارج العراق فأدلى العراقيون بأصواتهم في 14 دولة عربية وأجنبية.
وقالت منظمة الهجرة الدولية التي تشرف على الانتخابات خارج العراق إن الإقبال كان ضعيفا في اليوم الأول ويتوقع أن يرتفع اليوم وغدا، ولم يتجاوز عدد المصوتين 280 ألفا من أصل 3.1 ملايين عراقي مقيم في الخارج ممن يحق لهم التصويت.
وتجري عمليات التصويت في 14 دولة غير العراق هي أستراليا وبريطانيا وكندا والدانمارك وفرنسا وألمانيا وإيران وهولندا والسويد وسوريا وتركيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والأردن باشراف 253 مراقبا معتمدين من قبل المنظمة الدولية، وتستمر حتى الأحد. على أن يتم فرز الأصوات يوم الثلاثاء الأول من فبراير/ شباط.
المصدر : الجزيرة + وكالات