الغموض يكتنف آليات الرقابة وفرز الأصوات في العراق

سيكون من الصعوبة بمكان تقييم أو فهم الانتخابات العراقية التي ستجري غدا لأنه لن تكون هناك استطلاعات أولية للناخبين كما أن النتائج النهائية لن تعلن قبل نحو عشرة أيام حسب المفوضية العليا للانتخابات.
الرئيس الأميركي جورج بوش قال إن مجرد تصويت العراقيين يعتبر علامة على نجاح الانتخابات, كما أن بعض المراقبين المستقلين يعتقدون أن نسبة المشاركة ربما تمثل المقياس الذي سيحدد ما إذا كان العراقيون مرتاحين للنتائج أو رافضين لها بسبب العنف المتواصل.
ومن المتوقع أن يمثل ما ستعلنه اللجنة عن نسبة المشاركة وعن النتائج أكثر المعلومات مصداقية فيما يتعلق بهذا التصويت.
من جهة أخرى من المستبعد أن تكون هناك فرق مستقلة لاستطلاع آراء الناخبين وقت خروجهم من مكاتب التصويت وذلك لدواع أمنية, كما أن المسؤولين الأميركيين أعلنوا أنهم سيواصلون إسداء استشاراتهم للجنة الانتخابات العراقية غير أن ذلك سيبقى وراء الكواليس.
هذا الوضع يثير عدة تساؤلات بشأن مصداقية هذه الانتخابات ودور الرقابة الدولية في رصد أي مخالفات تؤثر على نزاهة الاقتراع.
وسيتابع 128 مراقبا دوليا سير هذه الانتخابات من داخل العراق, كما سيقوم بهذه المهمة مراقبون دوليون آخرون من بعض الدول المجاورة كالأردن مثلا.
ورغم أن عدد المراقبين الدوليين داخل العراق قليل نسبيا فإن أي تحفظات يبدونها حول نزاهة الاقتراع أو أي مشاكل يعلنون عنها حول التصويت ستعتبر جديرة بالثقة.
وقد تم تدريب 180 ألف عراقي للعمل كمراقبين دوليين يتوزعون يوم الاقتراع على مكاتب التصويت, لكنهم لا يقدمون تقاريرهم إلا عبر اللجنة العراقية المستقلة للانتخابات.
كما سيتوزع 23 ألف ممثل للأحزاب السياسية المختلفة المشاركة في هذه الانتخابات على مكاتب التصويت لمراقبة سير العملية الانتخابية, لكن كلا من تلك الأحزاب يتمسك بأجندته السياسية الخاصة به.
التساؤلات تزايدت أيضا بشأن من سيتولى عمليات جرد أصوات الناخبين والإعلان عن النتائج وكيف سيعلم المراقبون ما إذا كان المصوتون من الشيعة العرب أو الأكراد أو السنة العرب؟
المعلومات المتاحة حتى الآن تشير إلى أن اللجنة العراقية المستقلة للانتخابات ستجمع كل أوراق التصويت التي أدلي
بها على المستوى الوطني لمعرفة النسبة الحقيقية للمشاركة لكن تلك العملية قد تستغرق حوالي عشرة أيام.
ومن المعروف أن الشيعة ينتشرون بشكل كبير في بعض المناطق العراقية وسيكون إذا من السهل معرفة نسبة مشاركتهم, حيث ستعتبر أية مشاركة كبيرة في تلك المناطق مشاركة شيعية كبيرة في الانتخابات وتنطبق نفس القاعدة على الأكراد.
لكنه سيكون من الصعب معرفة نسبة مشاركة السنة لأنهم يعيشون في مناطق مختلطة ومن المستحيل في ضوء ذلك معرفة من هو شيعي ومن هو سني في تلك المناطق.