الطموحات السياسية للأكراد في العراق

يأمل الزعماء الأكراد على اختلاف مشاربهم أن يحصلوا على عدد كبير من المقاعد في المجلس الوطني العراقي الذي سينتخب غدا ويصرون على أن يكون رئيس العراق أو رئيس وزرائه كرديا.
ويشغل منصب الرئيس العراقي المؤقت سني بينما يشغل منصب رئيس الوزراء المؤقت شيعي, لكن المراقبين يعتقدون أن منصب الرئيس في الحكومة العراقية القادمة -وهو منصب تشريفي أساسا- سيشغله كردي ربما يكون جلال الطلباني، أحد زعماء الأكراد.
ويبدو أن غريمه التقليدي في إقليم كردستان مسعود البرزاني قد أعطى موافقته على هذا التعيين, إذ اتفق الرجلان على العمل سويا لتحقيق هدفهما المشترك القاضي بجعل الدستور العراقي يقر طلبهم بالفدرالية.
يذكر أن الحزبين الكرديين قدما لائحة مشتركة "لجعل الأكراد يعبرون عن صوتهم بطريقة موحدة في هذه الأوقات التي تتميز بالغموض".
يقول محمد خليل شخوان أحد المسؤولين في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني "لقد اتفقنا على وضع قائمة موحدة لضمان حقوقنا في بغداد".
ويأمل الأكراد أن يشارك أغلب الناخبين في مناطقهم والذين يبلغ عددهم مليونين, ولذلك ينوي الحزبان الرئيسيان توفير النقل للناخبين في المناطق النائية لتوصيلهم إلى مراكز الاقتراع. كما سمح لستين ألف كردي، يسكنون الآن في مناطق كردستان الشمالية بعد أن كانوا قد طردوا من كركوك إبان حكم الرئيس المخلوع صدام حسين, بالتصويت في تلك المدينة مما أثار غضب أحد الأحزاب العربية فقرر الانسحاب من الانتخابات, لكن بعض الأكراد طالبوا بضم كركوك إلى إقليم كردستان.
ويقول أحد المسؤولين الأكراد إنهم لن يقبلوا بأقل من منصب الرئيس أو رئيس الوزراء في الحكومة العراقية القادمة, مضيفا أن الأكراد الذين يعتبرون أهم حليف للولايات المتحدة في المنطقة أصيبوا بخيبة أمل بعد تعيين الحكومة الانتقالية في يونيو/حزيران الماضي وعدم تخصيص منصب الرئيس أو رئيس الوزراء لكردي.
وقد قابل الأميركيون طلبات الأكراد بدعوتهم إلى الصبر, إلا أن البرزاني والطلباني أرسلا رسالة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش عبرا فيها عن احتجاجهما على تلك التعيينات.
ورغم أن الحزبين الأساسيين في كردستان يصران على أن يستلم أحد الأكراد منصب الرئيس أو رئيس الوزراء فإن بعض الأكراد يبدي تخوفه من ردة فعل الأغلبية العربية على مثل هذا الإجراء.