اتهامات لإندونيسيا باختلاس أموال من مساعدات تسونامي
28/1/2005
قال وزير الحماية الاجتماعية الإندونيسي علوي شهاب إن أجهزته تتحقق من صحة ما جاء في عملية تدقيق حسابي عن تحويل نحو 22 ألف دولار من المساعدات الدولية لإغاثة منكوبي كارثة تسونامي لتمويل مؤتمر تطوير البنى التحتية في جاكرتا.
وأوضح الوزير أن الأمر يتطلب التوسع في التحقيق لمعرفة ما إذا كان هناك خطأ في طباعة الحسابات أو بشيء آخر, مؤكدا أنه لم يثبت لحد الآن وجود تلاعب أو سوء استخدام في المساعدات المالية الدولية لمتضرري طوفان آسيا الذي كان أغلب ضحاياه من الإندونيسيين.
ياتي ذلك ردا على اتهامات وجهت إلى الحكومة الإندونيسية باختلاس أموال المساعدات ما أثار قلق الجهات المانحة التي بدأت بالفعل تدفع تعهداتها المالية إلى الدول المنكوبة وبالأخص إندونيسيا التي حصلت على حصة الأسد من المساعدات لأنها كانت الدولة الأكثر تضررا من الكارثة.
وعلى الرغم من أن السرقات المشتبه بحصولها لاتزال محدودة, فإنها لا تبشر بالخير لأن إندونيسيا مصنفة من بين الدول الأكثر فسادا في العالم. ففي إقليم آتشه الذي قتل وفقد فيه نحو 230 ألف شخص, تتزايد الشهادات بإقدام رجال شرطة وجنود من الجيش على السطو على كميات من الملابس والحليب والسكر.
ويعتقد الخبراء في شؤون إندونيسيا أن هذه الوقائع كانت منتظرة من الجيش الذي يسيطر منذ سنوات على إقليم آتشه موطن العمليات والمواجهات المسلحة بين الجماعات المطالبة بالانفصال والقوات العسكرية. ويقوم الجيش بتمويل نفسه عبر عمليات تهريب مختلفة.
وقد منعت المنظمات الدولية غير الحكومية لفترة طويلة من الوصول إلى المنطقة. وتجد هذه المنظمات نفسها اليوم مع مبالغ هائلة يفترض أن تستخدمها في مشاريع مرتبطة بتسونامي, غير أن هذه المنظمات التي لا تملك مكاتب في المنطقة مضطرة في غالب الاحيان لإيجاد شركاء محليين من القطاع الخاص أو هيئات مقربة من الحكومة تقوم بدورها بدفع رشاوى للعسكريين.
وكانت الحكومة الإندونيسية وعدت بشفافية كاملة في مسألة المساعدات المخصصة لشمال سومطرة التي حصل على مقربة من شواطئها الزلزال الذي تسبب في موجات التسونامي العاتية. وأعلنت الشرطة الخميس اعتقال مسؤول كبير في مكافحة الفساد بتهمة سرقة شاحنات محملة بالمساعدات المخصصة لضحايا تسونامي.
ويواجه فريد فقيه وهو مدير منظمة مستقلة مهمتها الاشراف على شفافية أعمال الحكومة اتهامات بإخفاء هذه المساعدات في مستودع في بندا آتشه عاصمة الإقليم الغني بالموارد المعدنية. وكان المشتبه به يعمل مع البرنامج العالمي للأغذية وبإمكانه الوصول إلى أطنان من المساعدات.
من جهتها أعلنت نيوزيلندا أنها ستطالب إندونيسيا بإجراء تحقيق بشأن الرشاوى التي دفعها سكان أثرياء لعسكريين إندونيسيين من أجل إجلائهم في طائرات نيوزيلندية.
وأكدت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن عددا من الناجين الذين وصلوا إلى جاكرتا على متن طائرة هرقل تابعة للجيش النيوزيلندي كانوا يرتدون ملابس حسنة المظهر وقد دفعوا حتى 80 دولارا لعسكريين إندونيسيين ليسمحوا لهم بالصعود إلى الطائرة.
المصدر : وكالات