لماذا عزف عراقيو المهجر عن التسجيل للانتخابات

f - Iraqi-American Souha Salomon registers to vote 18 January 2005 in Skokie, Illinois. Expatriate Iraqis are signing up at

رانيا الزعبي

انقسم العراقيون خارج العراق في مواقفهم –كما هو الحال بداخله- بشأن جدوى وضرورة المشاركة في انتخابات الجمعية الوطنية (مجلس النواب)، ففي حين رأى بعض العراقيين المقيمين في الدول التي جرى فتح مراكز للانتخاب فيها أن الانتخابات هي السبيل الوحيد للوصول إلى عراق مستقر وديمقراطي، رفض آخرون في تصريحات للجزيرة نت بشدة إجراء انتخابات في ظل وجود الاحتلال، وفي ظل تدهور أمني غير مسبوق تعيشه البلاد.

بريطانيا
(نسبة التسجيل 20.64%)
وقد عزا المواطن العراقي المقيم في بريطانيا راكان عزيز انخفاض نسبة التسجيل هناك لعوامل فنية، وقال إن الكثير من العراقيين المقيمين في بريطانيا لم يتمكنوا من الذهاب إلى مراكز التسجيل خلال الأيام المحددة بسبب ظروف عملهم، موضحا أن الإقبال على التسجيل خلال العطلة الأسبوعية في بريطانيا كان كبيرا قياسا بالأيام الأخرى.

وأشار عزيز إلى أن الأكراد أقبلوا على التسجيل بشكل كبير، كما أن مشاركة أبناء الطائفة الشيعية كانت أكبر بكثير مع السنة العراقيين، الذين قال إن أغلبهم قاطعوا لأسباب سياسية.

فيما تساءل عراقي آخر مقيم في بريطانيا -بسام مصطفى- كيف يطلب منه أن يشارك في انتخابات تشرف عليها قوات الاحتلال، وكيف يختار من يمثله في البرلمان من بين أكثر من 7000 مرشح، لم يعلن سوى عن قلة قليلة من أسمائهم، مؤكدا أن هذه القلة هي التي جاءت بالمحتل للعراق.


undefinedالولايات المتحدة

(نسبة التسجيل 11%)
الدكتور نزار حسن المقيم في الولايات المتحدة أكد أن نسبة مشاركة العراقيين في أميركا بالتسجيل للانتخابات كانت جيدة جدا، وذلك رغم إشارته إلى وجود بعض العراقيل الفنية.

وكما هو الحال في بريطانيا فإن مشاركة السنة العراقيين في الولايات المتحدة جاءت متدنية مقارنة بأبناء الطائفة الشيعية، كما كانت مشاركة العراقيين الأكراد كبيرة بشكل ملفت للنظر.

ويرفض أمجد الكبيسي (عراقي مقيم بأميركا) وضع اسمه في انتخابات نتائجها "معروفة سلفا"، وستكون السبب في حرب أهلية بين أبناء الشعب الواحد على حد تعبيره.

سوريا
(نسبة التسجيل 8%)
أشار سعد خليل الذي يعمل في المركز الانتخابي الذي أقيم في دمشق إلى أن معظم العرب العراقيين الذين بادروا لتسجيل أسمائهم كانوا من أبناء الطائفة الشيعية، باستثناء أتباع التيار الصدري الذين قاطعوا الانتخابات لأسباب سياسية كما هو الحال مع أغلبية السنة، موضحا أن الأكراد العراقيين قياسا بعددهم كانوا أكثر فئات الشعب العراقي إقبالا على المشاركة.

وبدوره أكد أكرم ياسين (عراقي مقيم بسوريا) أنه يرفض المشاركة في انتخابات تشرف عليها سلطة عراقية مؤقتة "باركت كل الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأميركية" بحق العراقيين.


undefinedألمانيا
(نسبة التسجيل 46.9%)
وفي ميونيخ قال أمجد عليوي إنه قام هو وعائلته بالتسجيل للانتخابات، مؤكدا أن نسبة التسجيل كانت في البداية منخفضة، ولكن بعد تمديد فترة التسجيل ارتفعت بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن بعض المقيمين العراقيين بألمانيا كانوا يتخوفون من أن تتخذ الحكومة الألمانية إجراءات ضدهم في حالات مشاركتهم بالانتخابات (لمخالفات تتعلق بقانون الهجرة)، لكن هذه المخاوف تبددت بعد حملة إعلانية ضخمة قامت بها المجموعة المشرفة على الانتخابات.

وكما هو الحال في بقية الدول فقد كان الأكراد الأكثر إقبالا على المشاركة في ألمانيا، كما كان الفارق كبيرا بين نسبة إقبال الشيعة مقارنة مع السنة.

أستراليا
(نسبة التسجيل 18%)
من جانبه عزا عبد الرسول نسبة تدني المشاركة بين العراقيين المقيمين في أستراليا -مع أن أغلبيتهم من الشيعة- إلى تردد إشاعات قبيل التسجيل مفادها أن السلطات الأسترالية ستكشف من خلال سجل الانتخابات العراقيين الذين يحملون تأشيرات إقامة مؤقتة بالبلاد وستقوم بترحيلهم.

واتهم عبد الرسول ما أسماه بالإعلام المعادي للعراق بالمساهمة بإفشال الانتخابات العراقية، موضحا -وهو مشرف في أحد المراكز الانتخابية- أن مشاركة السنة كانت شبه معدومة قياسا بالشيعة، في حين كانت نسبة مشاركة الأكراد مرتفعة جدا.

undefined

كندا
(نسبة التسجيل 43%)
وفي كندا وصف سمير سعدون الانتخابات بأنها ليست أكثر من مهزلة أميركية، اختلقتها واشنطن من أجل إضفاء شرعية على وضع غير شرعي بالعراق.

وجاءت مشاركة الأكراد المقيمين في كندا في التسجيل للانتخابات لافتة للنظر، في حين كان السنة الأقل مشاركة، وأقبل الشيعة على التسجيل للانتخابات يحدوهم الأمل بأنها ستغير مستقبل بلدهم للأفضل.

الإمارات العربية

(نسبة التسجيل 19%)
رأى سلام راجي (عراقي مقيم في الإمارات) أن الذين يصرون على المشاركة بالانتخابات هم ينتمون لتلك الفئة التي تتوقع أن تجني مكاسب من العهد السياسي الحالي في العراق، حتى لو كان ذلك ينذر بحدوث حرب أهلية.

السويد
(نسبة التسجيل 53%)
يقول ثامر حسان إنه فضل الذهاب للدانمارك للتسجيل هناك نظرا لقرب مراكز التسجيل فيها قياسا بالمراكز التي أوجدت داخل السويد، لاسيما أنه يعيش في جنوبي البلاد.

وأشار ثامر إلى أن مشاركة السنة في السويد والدانمارك في التسجيل للانتخابات كانت شبه معدومة، بينما كان الشيعة أكثر إقبالا على التسجيل، كما تواجد الأكراد بالمراكز بشكل لافت للنظر جدا، على عكس التركمان الذين انعدمت مشاركتهم تقريبا.


undefinedالأردن
(نسبة التسجيل 11%)
بررت عائشة صادقي (عراقية مقيمة بالأردن) مشاركتها بالانتخابات العراقية كونها ترى فيها السبيل الوحيد لإعادة الحرية والسيادة للعراق، وتمكين الشعب العراقي من ممارسة الديمقراطية التي لم يعرفها مطلقا.

وحسب مصادر في المركز الانتخابي الذي أقيم في عمان فإن الغالبية العظمى من الذين قاموا بتسجيل أسمائهم للمشاركة بالانتخابات هم من الشيعة، في حين كان غياب السنة ملحوظا جدا.

فرنسا
(نسبة التسجيل 17%)
وفي باريس تساءل عبد المنعم الحاج كيف يتوقع الغير من أبناء مدن الفلوجة وديالى والرمادي وغيرها من المدن العراقية، أن يساهموا بالمشاركة في انتخابات تشرف عليها القوات الأميركية، التي أحالت مدنهم إلى دمار وأحالت بيوتهم إلى مآتم دائمة.

هولندا
(نسبة التسجيل 44.6%)
أشار علي السياب (عراقي مقيم في هولندا) إلى أن النسبة العظمي من المشاركين كانوا من الشيعة، في حين التزم السنة تقريبا بقرار المقاطعة لأسباب سياسية، موضحا أن مشاركة الأكراد كانت مرتفعة جدا بالقياس إلى عددهم، معربا عن قناعته بأن الانتخابات هي الخطوة الأولى للوصول إلى "عراق حر طال انتظاره".


undefinedإيران
(نسبة  التسجيل 74.9%)
ومع أن إيران احتلت المرتبة الأولى في عدد المسجلين للانتخاب إلا أن عزيز عليوي أكد على أن قلة عدد مراكز التسجيل التي تم فتحها بالمدن الإيرانية حالت دون تمكن أعداد كبيرة من العراقيين من تسجيل أسمائهم، موضحا أن الغالية العظمى من العراقيين في إيران هم من الشيعة.

النمسا
من جانبها أحتجت السيدة زينة على عدم إيجاد مركز انتخابي للعراقيين بالنمسا، مؤكدة أن أعدادا كبيرة منهم ذهبوا إلى ألمانيا للتسجيل فيها، وقالت إن معظم العراقيين الشيعة في النمسا الذين لم يسجلوا للانتخابات كان ذلك بسبب ظروفهم التي منعتهم من التوجه إلى ألمانيا، موضحة أنهم عرضوا على المسؤولين عن مركز التسجيل في ألمانيا إيفاد مندوب من طرفهم للنمسا للإشراف على تسجيل العراقيين هناك لكن طلبهم لم يلق آذانا صاغية.

تبريرات مفوضية اللاجئين
من جانبها أكدت مفوضية اللاجئين أن الوقت المحدود الذي منح للمفوضية للإعداد للانتخابات كان له دور كبير بوجود كل هذه الثغرات التي تحدث عنها العراقيون في الخارج.

وقال رئيس المكتب الأميركي لـ (برنامج تصويت العراقيين خارج بلادهم) روجر براينت "الوقت لم يكن في صفنا، كان علينا أن ننهي أوراق الناخبين الذين يقيمون بالخارج خلال شهرين لا أكثر".

كما أوضحت مسؤولة العلاقات الخارجية في مكتب تسجيل الإمارات نيكولا بلدوين لمراسلة الجزيرة نت أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية هي التي اختارت الدول الـ 14 التي أقيمت بها مراكز انتخابية، مؤكدة أن ذلك الاختيار ساهم بحرمان أعداد كبيرة من العراقيين خارج هذه الدول من التسجيل.

غير أن بلدوين لم تستطع تفسير سبب انخفاض نسبة التسجيل داخل البلد المستضيف لبرنامج التصويت.
___________
الجزيرة نت

المصدر : غير معروف

إعلان