مقتل عشرات العراقيين والهجمات تتصاعد على مراكز الانتخابات

ارتفعت وتيرة الهجمات على المراكز الانتخابية في العراق قبل خمسة أيام فقط من الانتخابات وهددت المجموعات المسلحة بمزيد من التصعيد.
فقد هاجم مسلحون عشرة مراكز انتخابية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد في عمليات تبناها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بقيادة أبي مصعب الزرقاوي.
أما في بغداد فقد قتل 11 شرطيا عراقيا على الأقل في اشتباكات عنيفة مع مسلحين كانوا يوزعون منشورات في حي الرشاد تحذر المواطنين من مغبة التصويت في الانتخابات. كما هوجم مركز انتخابي بالأسلحة الرشاشة في الديوانية جنوب بغداد.
وقد أعلنت جماعة تطلق على نفسها الجيش الإسلامي في العراق في بيان على شبكة الإنترنت حالة الاستنفار العام في صفوف مقاتليها لتصعيد العمليات لمواجهة الانتخابات.
وقتل موظفان في وزارة التجارة برصاص مجهولين في العاصمة العراقية. كما قتل مترجم يعمل مع القوات الأميركية برصاص مجهولين في بغداد، بينما قتل مدني برصاص الجنود الأميركيين عندما حاول أن يتجاوز دوريتهم بسيارته.
وقد ذكرت مصادر مطلعة للجزيرة أن إطلاق نار كثيف سمع مساء الثلاثاء وسط مدينة الفلوجة وأن شتباكات مسلحة عنيفة اندلعت في حي الشهداء جنوبي المدينة.
وفي تطور آخر تبنت جماعة جيش أنصار السنة قتل القاضي العراقي قيس هاشم الشمري وابنه أثناء مغادرته منزله في شرق بغداد أمس الثلاثاء.
وعود علاوي
من جهته أعلن رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي خططا لتولي القوات العراقية تدريجيا المسؤولية الأمنية من القوات التي تقودها الولايات المتحدة في حالة بقائه في السلطة ولكنه امتنع عن تحديد موعد لخروج تلك القوات من البلاد.
ووعد علاوي في تصريحات للصحفيين ببناء قوات عراقية قادرة على تولي المسؤولية الكاملة لأمن العراق وخدمة كل مواطن.
وأضاف أنه لن يتعامل مع قضية الأمن في العراق تحت ما أسماه ذرائع ومزايدات سياسية لا تخدم العراق وشعبه.
تحضيرات الانتخابات
وقد نشرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق مساء أمس
على موقعها على الإنترنت أسماء اللوائح الانتخابية والمرشحين حيث ستشارك 110 لوائح تضم 7636 مرشحا. ويوضح الموقع اسم المرشح ثلاثيا والحزب الذي يترشح على لائحته.
ومددت المفوضية مهلة تسجيل أسماء مراقبي الانتخابات حتى اليوم الأربعاء، وأصبح عددهم يتجاوز 25 ألفا, بينهم 128 ممثلا لمنظمات أجنبية.
ولا تزال مواقع غالبية المراكز الانتخابية التي تبلغ خمسة آلاف مركز، غير معروفة أيضا. وحذرت وزارة الداخلية العراقية من احتمال تغيير أماكن المراكز في اللحظة الأخيرة إذا تعرضت هذه المراكز لتهديد مباشر.
وأعلن المتحدث باسم المفوضية العليا فريد أيار أن النتائج النهائية للانتخابات لن تعرف قبل عشرة أيام من انتهاء الانتخابات. وانتقد أيار في مؤتمر صحفي استغلال الدين في الحملات الانتخابية للمرشحين مما يشكل مخالفة للقواعد الانتخابية.
في هذه الأثناء أعلن مدير برنامج التصويت خارج البلاد التابع للمنظمة الدولية للهجرة بيتر إيربن أن ما وصفه بمشاعر الخوف واللامبالاة والحيرة منعت الغالبية العظمى من بين مليون مغترب عراقي يستحق التصويت من تسجيل أسمائهم.
وتوقع إيربن تسجيل ما بين 250 ألف و300 ألف ناخب عراقي في الخارج سيدلون بأصواتهم في 36 مركز اقتراع بـ14 دولة.
رهينة أميركي
وبينما عاد الرهائن الصينيون المفرح عنهم إلى بلادهم ناشد رهينة أميركي محتجز منذ نوفمبر/ شترين الثاني الماضي لدى مسلحين في العراق بوش والقذافي المساعدة على إطلاق سراحه.
وظهر الرهينة روي هالومز في شريط فيديو وهو يجلس القرفصاء ويفرك كفيه ويناشد خاطفيه الإبقاء على حياته ومن ورائه خلفية سوداء. وقال الرجل في الشريط "اعتقلتني جماعة مقاومة بالعراق وأنا أطلب المساعدة حيث إن حياتي في خطر لأنهم تأكدوا أني أعمل لحساب القوات الأميركية".
وقال الرهينة إنه لايناشد الرئيس الأميركي جورج بوش لأنه يدرك أنه لن يقوم بما يفيد في إطلاق سراحه، وتوجه باستغاثته إلى الزعماء العرب خاصة الزعيم الليبي معمر القذافي مطالبا إياهم بالتدخل لإطلاق سراحه. ولم يتسن على الفور التأكد من صحة الشريط، وقالت السفارة الأميركية في العراق إنه ليست لديها معلومات عنه في الوقت الحالي.