عشرات القتلى والحكومة المؤقتة تؤمن الانتخابات بحظر التجول

اتسع نطاق العمليات المسلحة في العراق قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات وقتل وجرح العشرات في هجمات استهدفت المراكز الانتخابية وقوات الشرطة والقوات الأميركية.
وفي ظل هذا الوضع الأمني المتدهور أعلن وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب أنه اعتبارا من بعد غد الجمعة المقبل سيطبق حظر التجول من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا وذلك لمدة ثلاثة أيام لتأمين الانتخابات. كما ستغلق الحدود العراقية ومطار بغداد الدولي اعتبارا من السبت المقبل لمدة يومين، كما تقرر منع التجمهر والتجمعات قرب المراكز الانتخابية.
وتعهد النقيب في مؤتمر صحفي ببغداد بألا تؤثر العمليات المسلحة على سير الانتخابات قائلا إنه لن يكون هناك مكان في العراق لن يدلي فيه الناخبون بأصواتهم. وأكد أن القوات العراقية حققت ما أسماه نجاحات خلال الأيام الماضية في إحباط مخططات لتفجير سيارات مفخخة في الموصل واعتقال العشرات ممن وصفهم بالإرهابيين في الموصل وبغداد واكتشاف مخازن أسلحة.
تفجيرات وهجمات
في هذه الأثناء قتل سبعة عراقيين -هم ثلاثة من قوات الشرطة وجنديان ومدنيان- في تفجير ثلاث سيارات مفخخة جنوب غرب مدينة كركوك استهدف أولاها مركزا للشرطة والثانية سوقا بحي الرياض، في حين فجرت الثالثة لدى مرور قافلة أميركية في قرية تقع بين كركوك والحويجة.
وفي العاصمة العراقية جرح أربعة جنود أميركيين وأعطبت آلية في انفجار سيارة مفخخة استهدف قافلة عسكرية على طريق مطار بغداد الدولي. كما تحطمت مروحية نقل لقوات مشاة البحرية في الرطبة قرب الحدود الأردنية العراقية.
وقد بدأ الجيش الأميركي عملية لإنقاذ طاقم المروحية التي كانت تشارك فيما وصفه بيان عسكري بعملية أمنية في غرب العراق.
وفي مدينة الصدر ببغداد هاجمت القوات الأميركية مسجد الرسول مساء أمس واعتقلت 25 شخصا كانوا موجودين فيه. وقال الشيخ عبد الهادي الدراجي الناطق باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في تصريحات للجزيرة نت إن جنديا أميركا قام بالتبول على أحد المصاحف فيما عمد آخر إلى شرب الخمر أمام محراب المسجد.
أما مدينة بعقوبة شمال بغداد فتحولت إلى ساحة اشتباكات حيث هاجم مسلحون قوات الشرطة العراقية وعددا من مقار الأحزاب التي تستعد للمشاركة في الانتخابات.
وقال مصدر بالشرطة إن مسلحين مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية دورية للشرطة العراقية كانت متوقفة عند ساحة الوثبة وسط المدينة. وأسفر الهجوم عن مقتل ضابط من شرطة المرور كان يقف قرب موقع الاشتباكات وجرح أربعة مدنيين.
كما هاجم مسلحون بالأسلحة الرشاشة والقنابل مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي و تجمع الوحدة الوطنية العراقي بوسط المدينة. وفي الموصل أظهر شريط فيديو وزعه المقاتلون في المدينة ثلاثة عراقيين مخطوفين يقولون إنهم يعملون بالمفوضية العليا المستقلة.
وفي تكريت قتل عراقي وجرح آخران في انفجار سيارة مفخخة أمام مبنى حكومي، فيما فجر مسلحون خمسة مراكز انتخابية في كل من الخالص والضلوعية وناحية العلم. أما في بيجي شمال بغداد فقد امتنع 11 من مديري المدارس عن فتح مدارسهم لاستخدامها كمراكز انتخابية خوفا من تفجيرها من قبل المسلحين.
وفي العاصمة العراقية انفجرت قنبلة يدوية الصنع انفجرت عند مدخل مدرسة حولت مركز اقتراع في بغداد مخلفة أضرارا مادية فقط.
من جهته أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن الولايات المتحدة وبريطانيا تعكفان على وضع جدول زمني لسحب قواتهما من العراق بعد تسلم مهام الأمن لقوات عراقية بعد الانتخابات.
وأعلن متحدث باسم برنامج التصويت خارج البلاد التابع للمنظمة الدولية للهجرة أن نحو 280 ألف عراقي في الخارج سجلوا أسماءهم في قوائم الناخبين . وسيدلي هؤلاء اعتبارا من الجمعة المقبل وحتى الأحد بأصواتهم في 14 دولة.
أهالي المخطوفين
على صعيد آخر ناشد أهالي المخطوفين اللبنانيين في العراق حسن وغازي حيدر هيئة علماء المسلمين العمل على إطلاق سراحهما. وأكدوا في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه أنه لا علاقة لهما بالقوات الأميركية.
وفي الولايات المتحدة ناشدت عائلة الرهينة الأميركي روي هالومز المختطف منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي الرئيس جورج بوش التدخل. وقالت زوجة الرهينة السابقة في تصريح للصحفيين إن هناك رهينة ثانية مع زوجها لم يظهر في الشريط المصور.