دمشق تستعيد علاقاتها التاريخية مع موسكو


تعهدت روسيا وسوريا باستعادة علاقات التحالف الوثيقة التي كانت قائمة بينهما إبان العهد الاتحاد السوفياتي وتعزيز تعاونهما العسكري والتكنولوجي.
 
جاء ذلك في بيان مشترك وقعه بموسكو يوم أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد. ورغم أن موسكو ودمشق تعهدتا في البيان بتطوير تعاونهما التكنولوجي والعسكري, فإنهما لم تعلنا عقد أي صفقة لبيع أسلحة حذرت منها إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.

 
كما أن الرئيس الأسد أكد أن الحصول على أسلحة روسية ليس على جدول أعمال زيارته، لكنه دافع عن حق بلاده في الحصول على أسلحة دفاعية, وقال أمام طلاب معهد موسكو للعلاقات الدولية إن هذه الأسلحة تمنع دخول "طائرات العدو في مجالنا الجوي.. إذا عارضت إسرائيل صفقات الشراء فهذا يعني وكأنها تقول: نريد مهاجمة سوريا لكننا لا نريد أن تتمكن من الدفاع عن نفسها".
 
وكان الأسد يرد على أنباء اعتزام موسكو بيع صفقة صواريخ "إسكندر إي" و"إيغلا" لدمشق، وهو ما نفته بشدة الحكومة الروسية. وكشفت مصادر صحفية إسرائيلية أن الرئيس بوتين تعهد -على ما يبدو- في اتصال هاتفي الخميس الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بعدم التوقيع مع دمشق على صفقات لبيع صواريخ مضادة للطائرات.
 
استئناف المفاوضات
undefinedودعا الأسد وبوتين إلى استئناف المفاوضات في الشرق الأوسط دون شروط مسبقة على الفلسطينيين وسوريا ولبنان.
 
واعتبرا أن الاستئناف السريع للمفاوضات سيسمح بالمضي قدما على طريق حل شامل وعادل. وأضاف البيان أنه للوصول إلى هذه التسوية "يجب على إسرائيل الانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ يونيو/ حزيران 1967".
 
واستند البيان إلى ما نصت عليه خريطة الطريق بشأن قيام دولة فلسطينية مستقلة وتسوية عادلة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين طبقا للقرارات الدولية.
 
وفي نيويورك رحب وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم برغبة سوريا في استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل، ولكن ليس من دون شروط كما طالب الرئيس السوري. وربط شالوم الدعوة السورية إلى استئناف المفاوضات بالضغوط الأميركية عليها.

واعتبر الوزير الإسرائيلي أن بمقدور سوريا أن تبعث بإشارة إلى إسرائيل باستعدادها للتحرك نحو السلام بأن تعيد رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدمته دمشق قبل 40 عاما. 

 
كما اعتبر شالوم أن مثل هذه المفاوضات هدف هام لكنه قال إن على دمشق غلق مكاتب ومعسكرات تدريب لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وحزب الله على الأراضي السورية. 
 
وتكهن شالوم بأن سوريا ربما كانت تمد يدها علانية لإسرائيل كي تحظى برضا الولايات المتحدة -حليفة إسرائيل الأولى- التي تضغط على دمشق كي تشدد السيطرة على حدودها مع العراق لمنع المقاتلين من العبور وشن هجمات هناك.  
 
وقد ألحت إسرائيل على سوريا مرارا في الأسابيع الأخيرة كي تعيد جثة كوهين الذي اخترق أعلى مستويات الحكومة السورية قبل كشف أمره وإعدامه شنقا عام 1965.
 
شطب الديون
undefined
وعلى الصعيد الاقتصادي قررت موسكو شطب 73% من ديونها على سوريا, ما يعني إلغاء 9.8 مليارات دولار من أصل 13.4 مليارا مستحقة لها لدى سوريا.
 
وقال الرئيس بوتين بعد استقباله نظيره السوري في الكرملين إن الاتفاق سيكون أساسا مهما يفتح فصلا جديدا في العلاقات بين البلدين. من جهته اعتبر الأسد تسوية الدين حلا لمسألة قديمة جدا, مؤكدا أن الاتفاق بشأنها سيعطي دفعا لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
 
أما فيما يخص العراق فأعلن بوتين والأسد دعمهما للانتخابات التي ستجرى الأحد المقبل, مشددين على أهمية مشاركة الشعب العراقي بكافة أطيافه فيها. وأكد الأسد أن الوضع في العراق يشكل "تهديدا لسوريا" ليس فقط بسبب وجود القوات الأميركية وإنما بسبب عواقب الحرب أيضا، مشيرا إلى التفوق العسكري الأميركي.
 
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يجب عدم السماح "ببروز بؤر توتر إضافية في هذه المنطقة التي تشهد أزمات عديدة". وترى موسكو أن الحوار بين دمشق وواشنطن متواصل ويقدم نتائج عملية بما في ذلك تعزيز المراقبة على الحدود العراقية السورية.
 
وتعتبر زيارة الأسد الأولى لرئيس سوري منذ زيارة والده الراحل عام 1996 وتأتي في ظل اتهامات أميركية لدمشق بدعم الإرهاب الدولي وزعزعة الاستقرار في العراق والتدخل في شؤونه، وهو ما انتقدته موسكو معتبرة أن "لهجة التهديد" الأميركية لن تساهم إلا في تفاقم الوضع بالمنطقة.
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان