الفصائل تضع الكرة في الملعب الدولي لإعلان التهدئة

26/1/2005
رغم استعداد الفصائل الفلسطينية للموافقة على تهدئة مشروطة، فإن الإعلان عن مثل هذه التهدئة يبدو مسألة وقت، إذ وضعت الفصائل الكرة في ملعب المجتمع الدولي وربطت التهدئة باستحقاقات قدمتها لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يسعى للحصول على ضمانات دولية بشأنها.
ومن أهم الاستحقاقات التي طالبت الفصائل المجتمع الدولي بضمانها هي الأهداف التي وضعتها لانتفاضة الأقصى والمتمثلة بالانسحاب الإسرائيلي من الضفة وغزة، وإطلاق سراح الأسرى ووقف العمليات العسكرية والاجتياحات والاغتيالات في الأراضي الفلسطينية.
فقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها طلبت من السلطة الفلسطينية مواجهة إسرائيل باستحقاقات معينة لصالح الشعب الفلسطيني مقابل التهدئة دون أن تحدد سقفا زمنيا لذلك، مشددة على أنها لن تكون ضد قرار يصب في المصلحة الفلسطينية العليا ويعود بالنفع على الشعب الفلسطيني.
وقال حسن يوسف عضو القيادة السياسية للحركة في الضفة الغربية إن ما طرحته حماس في لقاءاتها الأخيرة مع محمود عباس هو بمثابة جس لنبض الاحتلال ومدى استعداده لوقف كافة أشكال العدوان, مشيرا إلى أن حماس تريد ضمانات من المجتمع الدولي كي تقبل التهدئة وأن يتعهد الطرف الإسرائيلي بسحب قواته من الأراضي الفلسطينية وإطلاق سراح الأسرى ووقف سياسة الاغتيالات والتوغلات.

غير أن القيادي في حماس شدد على أن ما يقوم به الاحتلال من إجراءات على الأرض تشكل محاولة لإفشال بوادر حسن النية من قبل الفلسطينيين، مطالبا بتدخل دولي لإجبار الاحتلال على الإقلاع عن هذه الإجراءات.
العمليات الفدائية
من جهته قال خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي إن الحركة طرحت في حواراتها مع محمود عباس مسألة إنهاء الاحتلال في الأراضي المحتلة عام 1967 وفقا لأهداف الانتفاضة كما حددتها لجنة المتابعة العليا، وإطلاق سراح الأسرى وإزالة الجدار الفاصل ووقف الاجتياحات وتدمير البيوت.
من جهته قال خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي إن الحركة طرحت في حواراتها مع محمود عباس مسألة إنهاء الاحتلال في الأراضي المحتلة عام 1967 وفقا لأهداف الانتفاضة كما حددتها لجنة المتابعة العليا، وإطلاق سراح الأسرى وإزالة الجدار الفاصل ووقف الاجتياحات وتدمير البيوت.
وأضاف أن إعلان التهدئة بعد سقوط آلاف الشهداء والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني ينبغي أن يقابله انسحاب حقيقي، مشيرا إلى استعداد الحركة لدراسة وقف العمليات الاستشهادية مثلا داخل الخط الأخضر في مقابل وقف العلميات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة عام 1967.
وقال إن الفصائل طرحت على عباس مواقفها وتنتظر الضمانات الدولية من اللجنة الرباعية والأميركيين الذين وعوده بالدعم وإقامة الدولة الفلسطينية، مطالبا بالضغط على الاحتلال للانسحاب من الأراضي الفلسطينية مقابل إعلان الفصائل الهدنة، إذ إن المصلحة الفلسطينية هي في إنهاء الاحتلال وليس في بقاء الفلسطينيين أحياء.
مصلحة الجميع
من جهته رأى المحلل السياسي عاطف عدوان من الجامعة الإسلامية بغزة أن إسرائيل معنية بالتهدئة، وأنها تواجه ضغوطا داخلية وخارجية للموافقة على الشروط الفلسطينية، مضيفا أن التهدئة حاجة فلسطينية وإسرائيلية.

وقال إن الاحتلال أنهك المجتمع الفلسطيني بشكل متعمد باستخدام قوة غير محسوبة في كثير من الأحيان واقتلاع الأشجار وتدمير الآبار والبيوت، أما في الطرف الإسرائيلي فإن الخسارة لا تقل عن الطرف الفلسطيني حيث أن الفقر في ازدياد والوضع الاقتصادي في تراجع وظاهرة الهجرة العكسية في ازدياد والسياحة في تقلص, موضحا أن ذلك كله يتطلب من إسرائيل أن تتجاوب مع التهدئة من جميع النواحي وأن تعطي لشعبها قدرا معينا من الراحة.
___________________
مراسل الجزيرة نت
___________________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة