الغرب يسبغ عطفه على إسرائيل في ذكرى "المحرقة"
25/1/2005
غاب أغلب الدول العربية عن الاحتفالات المخلدة لذكرى تحرير معسكرات أوشفيتز التي نظمت بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة وسط تشكيك عربي في توظيف إسرائيل لتاريخ الحرب العالمية الثانية للتغطية على سياساتها تجاه الفلسطينيين.
وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في كلمته أمام قاعة نصف فارغة من مخاطر عودة ما أسماه "معاداة السامية" معتبرا أنه يجب على العالم ألا ينسى أن ولادة المنظمة جاءت ردا على شر النازية.
واعتبر أنان أنه بعد ستين سنة من نهاية الحرب العالمية الثانية فشل العالم أكثر من مرة في منع وقوع جرائم إبادة كما في كمبوديا ويوغسلافيا السابقة وكذا في دارفور التي وصفها بأنها أسوء أزمة إنسانية في العالم.
أما وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم فأبدى قلقه لما أسماه "عودة معاداة السامية" معتبرا ذلك "حرمانا للعالم من الدروس", وأن إسرائيل تمثل محاولة بطولية لإيجاد رد إيجابي على فظاعات الحرب العالمية الثانية, وأن اليهود وإسرائيل على حد قوله مازالوا يتعرضون لهجمات معادية حتى في البلدان التي عاشت فظائع النازية.
وقد جاءت القراءة الفرنسية متقاربة إذ اعتبر وزير الخارجية الفرنسية ميشال بارنييه أن "الشعب اليهودي الذي حاول النازيون تصفيته تمكن من إقامة ملجئه ودولته على أرض إسرائيل".
ألمانيا وعودة اليمين
أما وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر فتحدث عن "الدمغة الثابتة التي تركتها المحرقة على ألمانيا" قائلا إن "مسؤولية ألمانيا عن المحرقة هي التي خلقت واجبها الخالص تجاه إسرائيل" التي اعتبر أن أمنها سيبقى إلى الأبد غير قابل للنقاش.
وفي ألمانيا اعتبر المستشار الألماني غيرهارد شرويدر أنه لا يمكن أن يلقى اللوم كاملا على هتلر وحده في ما تسببت فيه ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية, قائلا إن" الأيديولوجية النازية أرادها وصنعها الناس" داعيا من أسماهم الديمقراطيين إلى الوقوف ضد النازيين الجدد.
وجاءت تصريحات المستشار الألماني في وقت شهدت فيه الساحة السياسية الألمانية عودة قوية للأحزاب اليمينية في انتخابات الولايات الأخيرة.
وقد أثار أحد ممثلي أحد الأحزاب اليمينية ضجة الجمعة الماضي عندما رفض التزام دقيقة صمت في ذكرى ضحايا النازية ووصف تدمير الحلفاء لمدينة درسدن بأنه "هولوكوست عن طريق القصف جوا".
لا إجماع على المحرقة
ورغم أن الإحصاءات المعتمدة رسميا في أوروبا تتحدث عن ستة ملايين يهودي لقوا حتفهم على أيدي القوات النازية في الحرب العالمية الثانية -نحو سدسهم في ما قيل إنها غرف للغاز- فإن كثيرا من الباحثين يختلفون حول صحة هذا الرقم.
ورغم أن الإحصاءات المعتمدة رسميا في أوروبا تتحدث عن ستة ملايين يهودي لقوا حتفهم على أيدي القوات النازية في الحرب العالمية الثانية -نحو سدسهم في ما قيل إنها غرف للغاز- فإن كثيرا من الباحثين يختلفون حول صحة هذا الرقم.
ويقول البعض الآخر إنه رقم مبالغ فيه على غرار المفكر الفرنسي روجيه غارودي الذي اعتبر أن اليهود هم ضحايا للنازية ولكنهم ليسوا ضحاياها الوحيدين، وهي تصريحات دفعت الجمعيات اليهودية الفرنسية إلى ملاحقته أمام القضاء.
وكانت آخر خرجة فرنسية تصريح زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية جان ماري لوبان قبل عشرة أيام بأن الاحتلال النازي لفرنسا كان أرحم منه في بلدان أوروبية أخرى مستبعدا أن تكون حصلت في فرنسا عمليات قتل جماعية.
وقال لوبان إنه "من المخجل ألا يستطيع المرء بعد ستين سنة من نهاية الحرب العالمية الثانية التعبير عن أفكاره بطريقة متماسكة وهادئة وألا يصدر أحكاما حول حقائق الاحتلال".
المصدر : وكالات