"التآخي" قائمة موحدة لسكان كركوك
أقدمت أطراف عربية وكردية وتركمانية وآشورية في مدينة كركوك على تشكيل قائمة موحدة من أجل المشاركة في انتخابات مجلس محافظة كركوك, مهد لها تراجع الأكراد عن قرارهم السابق بمقاطعة هذه الانتخابات.
تشكيل هذه القائمة التي أطلق عليها قائمة "التآخي" قوبل بتحفظ من قبل الجبهة التركمانية التي تشارك بقائمة مستقلة, بسبب خشيتها من استغلال الطرف الكردي لأصوات من يعتبرهم الأكراد أشخاصا تم ترحيلهم من المدينة, وبالتالي زج من لا يحق له التصويت في عملية الانتخاب.
علي مهدي القيادي في الجبهة التركمانية والمرشح لقائمة جبهة تركمان العراق عبر عن خشية الجبهة من تحول قضية المرحلين من كونها مجرد قضية إنسانية, إلى قضية سياسية.
وأكد القيادي التركماني في تصريحات للجزيرة نت أن الجبهة قد تدرس قرار انسحابها فيما إذا تأكدت من وجود أكراد من غير المرحلين في عملية التصويت. وشدد على ضرورة التأكد من إبراز هوية الأحوال المدنية لمن يشارك في عملية التصويت لإثبات أنه من أهل كركوك.
إلا أن كمال كركوكي ممثل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني في كركوك على أن الأكراد الذين سيشاركون في التصويت سيحملون الأوراق التي تثبت أنهم من أهل المدينة.
وأضاف كركوكي للجزيرة نت أن موافقة الطرف الكردي على المشاركة في انتخابات مجلس محافظة كركوك تأتي بعد حصولهم على ضمانات مكتوبة من الحكومة المؤقتة والسفيرين الأميركي والبريطاني في بغداد, على تطبيق الفقرة 58 من قانون إدارة الدولة المؤقت في الفترة التي تلي الانتخابات, وليس قبلها كما كان يطالب به الأكراد.
وأكد المسؤول الكردي أنه سيسمح للأكراد المرحلين من كركوك والذين لم يعودوا إليها حتى الآن, بالتصويت في انتخابات المدينة.
وعبر نائب محافظ كركوك إسماعيل الحديدي -من الكتلة العربية- في المدينة, عن تفاؤله بتراجع الجانب الكردي عن مقاطعة الانتخابات, والمشاركة بما يحقق مصلحة المدينة وتجنيبها الفرقة التي من شأنها التأثير على مستقبلها.
ورغم أن هذه الانتخابات قد لا تحمل عصا سحرية لحل مشكلة كركوك إلا أن حسم قضية مشاركة الأطراف الفاعلة في المدينة بالانتخابات وعدم مقاطعتها من قبل طرف بعينه يعد في نظر المراقبين نجاحا للمساعي الأميركية التي أكدت على مشاركة الجميع، باعتبار أن نجاح الانتخابات العراقية سيكون نصرا كبيرا للجانب الأميركي.
____________________
مراسل الجزيرة