اتهامات للبنتاغون بإهمال التحقيق في انتهاكات العراق

جددت الجمعيات الحقوقية الأميركية اتهامها لوزارة الدفاع (البنتاغون) بالإهمال المتعمد للتحقيقات حول تعذيب المعتقلين في العراق.
فقد اتهمت جمعية "أميريكان سيفيل ليبرتيز يونيون" البنتاغون بالامتناع عن مواصلة التحقيقات حول مسؤولية القوات الخاصة الأميركية عن أعمال التعذيب التي تعرض لها معتقلون في العراق.
وقالت الجمعية، وهي من أهم الجمعيات الأميركية للدفاع عن الحريات الفردية، إن "الوثائق التي حصلت عليها تكشف عن حالات تعذيب على نطاق واسع تتجاوز سجن أبوغريب" الواقع قرب بغداد حيث سجلت منذ أبريل/ نيسان الماضي أبرز أعمال التعذيب التي ارتكبتها القوات الأميركية.
وتمكنت الجمعية من جمع هذه المعلومات الجديدة من وثائق تحقيق داخلي في البنتاغون ووكالات حكومية من خلال قاض فدرالي حسب قانون حرية الإعلام.
وكشفت الوثائق -التي حصلت عليها الجمعية الأميركية إضافة لمنظمات أخرى منها "مركز الحقوق الدستورية" و"فيزيشانز فور هيومن رايتس" و"فيتيرانز فور كومون سينس" و"فيتيران فوربيس"- أن "التحقيقات الحكومية حول أعمال التعذيب لم تكن مناسبة إطلاقا بل تم إلغاء بعضها أيضا".
وتحدثت الوثائق عن أعمال تعذيب بالصدمات الكهربائية في مناطق حساسة وحروق بالسجائر والاعتداء بالضرب، وعن ملفات أقفلت قبل انتهاء التحقيق منها ملف امرأة عراقية مسنة تعرضت لاعتداء جنسي بعصا، وكذلك ملفات تتعلق بحالات وفاة مشبوهة.
خفايا غوانتانامو
وتواجه الولايات المتحدة اتهامات عديدة منذ أشهر إزاء استخدام وسائل استجواب عنيفة في السجون المقامة بالخارج بهدف انتزاع معلومات من معتقلين "يشتبه في صلتهم بالإرهاب".
فقد كشفت جمعية "أميريكان سيفيل ليبرتيز يونيون الشهر الماضي عن وثائق ألقت الضوء على تجاوزات في تعذيب سجناء في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية بكوبا منها الحرمان من النوم والتعرض للضرب.
واعترفت واشنطن مؤخرا بأن 23 أسيرا في غوانتانامو حاولوا الانتحار في أغسطس/ آب 2003 حسبما أفاده المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى العقيد جيم مارشال اليوم.
ولم يقدم مارشال تفسيرا للتأخر حوالي عام ونصف في التبليغ عن الحوادث التي تزامنت مع تسلم الجنرال جوفري ميلر إدارة المعتقل حاملا ترخيصا بالحصول على معلومات أكبر من الأسرى.
ويرى مراقبون أن لهذه الحوادث علاقة بطرق الاستنطاق التي يطبقها الجيش الأميركي على الأسرى الذين يشتبه في صلتهم بالقاعدة ونظام طالبان.
ويقبع في غوانتانامو نحو 550 معتقلا أسروا فيما يسمى الحرب الأميركية على الإرهاب, غير أن أغلبهم معتقل منذ أكثر من ثلاث سنوات ولم يحاكم بعد، بل لم توجه له تهم بشكل رسمي.