صاروخ نووي فرنسي جديد يطال الصين

سيد حمدي-باريس
دشنت فرنسا مرحلة جديدة في تطوير ما تمتلكه من قوة الردع النووي. فقد شرعت إدارة الأشغال البحرية العسكرية في أكبر ورشة عمل في الناحية الغربية من البلاد.
وبدأ المئات من الخبراء والعمال في تفجير أطنان من الجرانيت الذي تشتهر به منطقة برطاني بالتوازي مع صب آلاف الأمتار المكعبة من الخرسانة المسلحة، ومد حاجز مزدوج من الأسلاك الشائكة المكهربة حول الموقع الذي يمتد فوق شبه جزيرة كروزو.
وتأتي هذه الخطوات تمهيدا لإنشاء مجموعة من المنشآت الضخمة يمكنها خلال خمسة أعوام من الآن استقبال وتجميع أجزاء صواريخ المستقبل الفرنسية النووية من طراز M51.
" يتوقف المراقبون عند مغزى مدى الستة آلاف كيلو متر للصاروخ الجديد وهي نفس المسافة التي تفصل فرنسا عن الصين " |
وتخلف الصواريخ الخمسون الجديدة التي تبلغ تكلفتها 8 مليارات يورو الجيل السابق من طراز M45 التي تشكل قوة الردع النووية الفرنسية الرئيسية منذ منتصف عقد الثمانينات.
ومن المقرر بدء تزويد الغواصات الأربع النووية الفرنسية بصاروخ واحد لكل منها بحلول علم 2010. ويمكن للصاروخ الجديد الانطلاق من غواصة في أعماق البحر لمدى يزيد على 6 آلاف كيلومتر بما يفوق الجيل الحالي بأكثر من ألفي كيلومتر.
مواصفات سرية
ويتميز الجيل الجديد من الصاروخ النووي بدقة أكبر في التعامل مع الهدف بالمقارنة مع الجيل الأقدم. وتحيط قيادة الأركان مواصفات الصاروخ M51 بسرية كبيرة ولم تفصح إلا عن النذر اليسير في هذا الصدد.
وتستهدف منظومة الصواريخ النووية الفرنسية الدول "السيئة" المسلك -وفقا للمصطلح الفرنسي- التي تهدد فرنسا. وقد سبق للرئيس جاك شيراك استخدام الكلمة ذاتها في يونيو/ حزيران من العام 2001.
ويتوقف المراقبون عند مغزى مدى الستة آلاف كيلومتر للصاروخ الجديد وهي نفس المسافة التي تفصل فرنسا عن الصين.
ويحدد قائد القوة البحرية الإستراتيجية الأميرال فوريسيير الدول السيئة المسلك بقوله "الخصوم المحتملون الذين سيكون علينا التعامل معهم يصعب تحديدهم أكثر فأكثر" مع مضي الوقت.
وتشير مصادر عسكرية فرنسية إلى أن التكلفة تزيد على 8 مليارات يورو، نظرا للنفقات الإضافية لإنتاج الرؤوس النووية التي يتم تحميلها على الصواريخ. وأوضحوا أن تكلفة الرؤوس النووية وحدها تبقى مجهولة.
واعتبر رئيس أركان القوة البحرية الإستراتيجية الكومندان هيلر أن الانتقال من طراز N45 إلى طراز M51 "يشبه الانتقال من الصاروخ إيريان طراز3 إلى طراز 4".
" التكلفة العالية لمجمل خطط الردع النووي ومقدارها 3 مليارات يورو في العام الواحد، تثير تحفظ العديد من العسكريين الفرنسيين " |
جنرالات متحفظون
ودافعت وزيرة الدفاع ميشيل أليو ماري عن سياسة بلادها في هذا الشأن بقولها إن الردع النووي "شرط للاستقلال الوطني". واعتبرت أنها "ليست اللحظة المناسبة لتخفيض مستوى اليقظة، فيما دول بعينها تتزود بالسلاح النووي". ويتضمن برنامج الصاروخ الجديد تجميع الطابقين الأول والثاني في موقع بشبه جزيرة كروزو.
ويتم نقل الطابقين لاحقا إلى جزيرة لونج التي تقع على مسافة أربعة كيلومترات ، لـ "حقن" الطابق الثالث أو الرأس النووية لكي يكتمل بناء الصاروخ الذي يصل وزنه الإجمالي 53 طنا. وتجهز الغواصة بـ16 أنبوبا يستوعب كل منها صاروخا واحدا. ونبه الكومندان هيلر إلى "حساسية" هذه الخطوة التي تستغرق يوما كاملا لإدخال الصاروخ إلى الأنبوب.
الجدير بالذكر أن التكلفة العالية لمجمل خطط الردع النووي ومقدارها 3 مليارات يورو في العام الواحد، تثير تحفظ العديد من العسكريين الفرنسيين. وتنقل المصادر عن هؤلاء في مجالسهم الخاصة أنهم يفضلون حصول الجيوش الثلاثة على المزيد من المروحيات والفرقاطات والمدرعات.
ــــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت