شارون يهدد بضرب غزة والفصائل تنفي قبول الهدنة

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون مجددا بشن هجوم عسكري موسع على قطاع غزة إذا استمرت هجمات المقاومة الفلسطينية.
جاء ذلك خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية الذي عقد استثنائيا ببلدة سديروت جنوب إسرائيل تضامنا مع سكانها الذين تصاعدت احتجاجاتهم مؤخرا لفشل جيش الاحتلال في حمايتهم من صواريخ القسام وقذائف الهاون الفلسطينية.
وأوضح شارون أن إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري لوقف الهجمات على سديروت وبلدات النقب الغربي من مناطق شمال قطاع غزة. وقال إن تل أبيب تراقب الوضع عن كثب بعد انتشار قوات الأمن الفلسطينية مشيرا إلى الهدوء الذي تميز به الوضع ميدانيا منذ بضعة أيام.
من جهته اتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية مارك ريغيف زعامات بعض الفصائل الفلسطينية في دمشق بأنها تحاول عرقلة التوصل إلى هدنة وإفشال مهمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في هذا الصدد.
الفصائل تنفي
جاء ذلك بعد أن نفت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي التوصل لاتفاق مع الرئيس عباس لوقف العمليات العسكرية لمدة شهر كما أكد في وقت سابق وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز.
ونفى المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري نفيا قاطعا التوصل لمثل هذا الاتفاق مجددا في تصريح للجزيرة التأكيد على استعداد الحركة لدارسة اقتراحات التهدئة مقابل توقف العدوان الإسرائيلي بالكامل.
وأوضح أبو زهري إن حماس مستعدة لدراسة مسألة الهدنة لكنها لن تكون هدنة بدون ثمن، قائلا إن الكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بوقف جميع أشكال العدوان وتنفيذ شروط الفصائل للتوصل إلى هدنة وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين.
كما أكد القيادي في حركة الجهاد خالد البطش أن موضوع الهدنة مرتبط بموافقة الطرف المحتل وهو إسرائيل على شروط الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها وقف بناء الجدار الفاصل والإفراج عن المعتقلين ووقف الاغتيالات والاجتياحات.
وقال مصدر فلسطيني مطلع على الحوار بين حركتي حماس والجهاد والرئيس الفلسطيني أن النقاشات الإيجابية مستمرة، وهناك استعداد لدى الجميع للتعاون والتوصل إلى تفاهم، ولكن هناك شروطا أيضا على الجانب الإسرائيلي تنفيذها.
مزاعم موفاز
كان موفاز قد أعلن أيضا أن اتفاق الهدنة يشمل احتمال مشاركة حماس بصفة خاصة في مؤسسات السلطة الفلسطينية.
ورفض موفاز في تصريح لإذاعة الجيش إعلان أي تعهد إسرائيلي صريح بوقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، ولكنه تحدث عن تقليص هذه العمليات إذا استمر الهدوء.
وقال إنه في حالة نجاح السلطة في بسط السيطرة الأمنية على مناطقها ووقف الهجمات يمكن إزالة حواجز جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الطرقات ودراسة انسحاب هذه القوات من مدن بالضفة الغربية.
واعتبر الوزير الإسرائيلي أن مثل هذا الاتفاق يمثل إشارة إيجابية ونجاحا للرئيس عباس، مشيرا إلى أن إسرائيل ستتابع بحذر سلوك الفصائل الفلسطينية على أرض الواقع. وأضاف أن إسرائيل لا تعارض انضمام حماس للسلطة إذا كان ذلك سيساهم في تفكيك الفصائل المسلحة.
وأعرب الوزير عن أمله في ألا يبقى أي جنود إسرائيليين في الأراضي الفلسطينية بحلول نهاية العام الحالي في إشارة إلى عودة الجيش إلى المواقع التي كان يحتلها في الضفة الغربية قبل اندلاع انتفاضة الأقصى.
انتشار أمني
ميدانيا أفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصدر في مكتب رئيس السلطة أن انتشار قوات الأمن في جنوب قطاع غزة يواجه عوائق إسرائيلية بسبب إغلاق شارع صلاح الدين ومفرق أبو هولي أمام المواطنين والقوات الفلسطينية.
وفي وقت سابق أفادت مراسلة الجزيرة في فلسطين بأن شابا فلسطينيا استشهد الليلة الماضية برصاص جنود الاحتلال قرب الجدار الفاصل جنوب مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.
وادعت قوات الاحتلال أن الشهيد صلاح الدين الحولي (19 عاما) كان يحاول التسلل إلى داخل الخط الأخضر. وقال شهود عيان إن الشهيد مختل عقليا.
وفي الخليل المحتلة اعتقلت القوات الإسرائيلية الليلة الماضية عشرة فلسطينيين في قريتي سموع وبني نعيم قرب المدينة
التي تقع جنوب الضفة الغربية بدعوى أنهم ناشطون في حماس.