بوش يستبدل الإرهاب بحرب الحرية في ولايته الثانية

رفع الرئيس الأميركي جورج بوش في مستهل ولايته الثانية شعارا جديدا وهو مكافحة ما وصفه بالطغيان مانحا نفسه بحسب آراء المراقبين حرية تحرك كاملة على الساحة الدولية.
وتعهد بوش عقب أدائه اليمين بتحقيق هدفه المعلن بحماية الولايات المتحدة, بالطرق الدبلوماسية المعهودة أو عن طريق الإطاحة بحكومات الدول التي يعتبرها معادية.
الرئيس الأميركي الذي لم يتلفظ ولا مرة بكلمتي "العراق" و"الإرهاب" في خطاب تنصيبه ووضع كل الموضوعات المثيرة للجدل تحت شعار واسع هو "المعركة من أجل الحرية".
ويرى المراقبون أن الرئيس بوش منح نفسه بالتالي ضوءا أخضر لانتهاج أي سياسة تحت مسمى الحرية والديمقراطية. ويقول جوزيف سيرينسيوني المتخصص في شؤون نزع السلاح في مؤسسة كارنيغي إن الرئيس الأميركي ينوي انتهاج سياسة توسع عسكري وقلب أنظمة تحت شعار "محاربة الطغيان" داعيا إلى التعاطي بجدية مع الشائعات بشأن القيام بعمل عسكري محتمل ضد إيران.
وقال بوش في خطابه "ان سياسة الولايات المتحدة تقوم على السعي للحصول على دعم الحركات والمؤسسات الديمقراطية في جميع البلدان وجميع المجتمعات وتقديم الدعم لها لتحقيق هدف واحد هو وضع حد للطغيان في العالم".
وفي كملة أقرب إلى لهجة التبشير تخللها الكثير من الإشارات الدينية اعتبر بوش أن ما أسماه باستمرار الحرية في الولايات المتحدة يتوقف على "نجاح الحرية في دول أخرى". وأشار إلى أن استمرار وجود ما وصفه بالأيدولوجيات "التي تغذي الحقد وتستبيح القتل" يزيد العنف في العالم ويجعله عابرا للحدود.
وقال بوش في كلمته "إن أميركا لن تفرض أسلوبها الخاص في الحكم على دول لا ترغب به مضيفا أنه يسعى لمساعدة الآخرين على تحقيق حريتهم الخاصة على حد تعبيره. وحيا أيضا القوات الأميركية التي تؤدي ما وصفه بالمهام الخطيرة والضرورية.
ويرى المراقبون أيضا في خطاب بوش رغبة في التشديد على قيم تلقى إجماعا لدى الأميركيين مثل الحرية والديمقراطية لتبرير ما قام به خلال ولايته الأولى, خصوصا انه يبدأ ولايته الثانية بشعبية ضعيفة بلغت 49% حسب استطلاع لنيويورك تايمز ووسط تصاعد أعمال العنف في العراق وتزايد عدد القتلى الأميركيين.
وإذا كان بوش لم يحدد في خطابه الأنظمة التي يعتبرها طاغية فإن وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس حددتها الثلاثاء الماضي أمام الكونغرس وهي كوبا وبورما وإيران وكوريا الشمالية وزيمبابوي وروسيا البيضاء.
ردود فعل
وقد توالت ردود الأفعال على خطاب بوش في الوقت الذي انشغل فيه الجمهوريون في الحفلات الراقصة بعد تنصيب الرئيس، وأكد النواب الديمقراطيون بالكونغرس أن أمامهم مهمة شاقة بالتصدي للتوجهات المحافظة للإدارة.
وقالت نانسي بيلوسي زعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب إن معظم أعضاء الكونغرس الديمقراطيين سيقاطعون حفلات التنصيب وتعهدت ببذل أقصى جهد للتصدي لما أمسته بالأجندة المتطرفة المدمرة للإدارة الجمهورية.
وفي لندن أعربت الصحف البريطانية عن خشيتها من مستقبل تعمه الفوضى والعنف في العالم في الولاية الثانية لبوش وركزت في هذا السياق على التناقض بين تبشير بوش بالحرية وما وصفته غارديان بالكارثة الخطيرة في العراق.
كما شككت صحف مثل ديلي تلغراف في قدرة الرئيس الأميركي على تحقيق ما جاء في خطابه على أرض الواقع.