بوش يتجاهل العراق في خطاب تنصيبه ويركز على الديمقراطية

f_US President George W. Bush(R) waves after taking the oath of

 
في خطاب الولاية الثانية للرئيس الأميركي جورج بوش الذي استمر 20 دقيقة وألقاه من أمام مبنى الكونغرس الأميركي غابت كلمات العراق والإرهاب على غير ما هو متوقع من خطاب التنصيب لتحل بديلا عنها حاجة أميركا إلى نشر الديمقراطية إلى "الزوايا السوداء في العالم"، وذكر بوش في خطابه كلمة الحرية 31 مرة.
 
الخطاب الذي يكتبه موظفون مختصون بتنسيق مع الرئيس ومستشاريه أظهر تحولا كبيرا في الصياغة خرجت عن المألوف من ناحية تقنية استخدام العبارات في سياق الخطاب الذي يعد في العادة برنامج العمل لأربع سنوات رئاسية.
 
ويعود غياب العراق وكلمة الإرهاب حسب بعض خبراء إلى تحول العراق إلى  بؤرة جديدة له ولم يعد بالإمكان إقناع الشارع الأميركي بأن إدارة بوش سيطرت على الجماعات "الإرهابية" في ظل جبهة العراق الجديدة.
 
كما أثار غياب كلمة العراق من نص الخطاب غموضا بشأن مستقبل هذا البلد إلا إذا كان الرئيس بوش -حسب قول أعضاء في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس نفسه- قد توصل إلى قناعات بأن تصدير الديمقراطية إلى العراق قد تمت وقد شارف المشروع الديمقراطي هناك على الاكتمال وهو ماتخالفه وقائع الأحداث في هذا البلد الذي يولد كل يوم على تدهور أمني آخر بات يهدد شخصية العراق كوحدة سياسية.
 
وفي الوقت الذي شهدت فيه غالبية الولايات الأميركية من واشنطن العاصمة في الشرق وفلوريدا في الجنوب وولايتي سياتل وكاليفورنيا في الغرب احتجاجات آلاف المتظاهرين ضد بوش، وما آلت إليه الديمقراطية الأميركية حسب تقييمهم لأداء فترة رئاسته الأولى، أكد هذا الأخير في خطابه للولاية الثانية أنه لن يتراجع عن إرسال الحرية إلى خارج أميركا.
 
ولكن بوش الذي افتتح يوم تنصيبه مع قرينته لورا وابنتاهما بممارسة طقوس دينية في كنيسة القديس يوحنا الأسقفية التي تبعد مسافة 100 متر عن البيت الأبيض لم يشر إلى دولة بعينها سيتم تصدير المنتج الديمقراطي إليها.
 
ولكن وزيرة خارجيته الجديدة كونداليزا رايس -التي تشارك رئيسها المتدين و"طالبان أميركا" حسب ما يصفه الديمقراطيون والليبراليون الأميركيون الصلوات الإنجيلية بشكل مستمر- سمت هذه الدول أثناء مثولها أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي.
 
ولم تكتف رايس بالتنظير الفلسفي "للحرية الدائمة" التي اختارتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شعارا لغزو أفغانستان وإسقاط حكومة طالبان عام 2001 بل اعتبرت أن ذلك ما ستقوم به ولاية بوش الرئاسية الثانية.
 
وفي قراءة متأنية لخطاب بوش حذرت الصحف البريطانية من مستقبل تعمه الفوضى والعنف في العالم في الولاية الثانية لبوش أما البروفسور يوشيكازو ساكاماتو من جامعة طوكيو فقد قال "إن الخطاب أعاد عقارب الساعة إلى الوراء وإلى زمن الحرب الباردة".
_____________________
الجزيرة نت
إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان