الأضاحي الجماعية تلقى رواجا في باكستان

لعبت المساجد في باكستان دورا بارزا في تنفيذ برامج الأضاحي الجماعية بمختلف المدن والقرى ضمن إطار خدمة المجتمع من جهة وفائدة طلاب هذه المساجد من جهة أخرى.
وقال إمام أحد أبرز المساجد النشطة بتنفيذ مشاريع الأضاحي الجماعية ظهور إلهي إن إقبال الناس على المشروع الذي تنظمه المساجد في مختلف أنحاء البلاد في تزايد مستمر.
وأشار ظهور بأن لجنة مسجده ردت بعض الراغبين في المشاركة لعدم القدرة على استيعاب المزيد من الأضاحي التي يتطلب التعامل معها جهدا متواصلا ليومين يشارك فيه جميع طلاب المسجد في الشراء والمراقبة والمتابعة وحراسة الجلود والتعامل مع القصابين وتجار الجلود وغير ذلك من المهام.
ودرج عامة الشعب على الشراكة في المواشي الكبيرة بمعدل سبعة أشخاص في الذبيحة الواحدة, حيث يبادر هؤلاء إلى دفع مبلغا من المال يقدر تقريبا بسبع قيمة الأضحية للجنة خاصة يشكلها مسجد الحي, ومن ثم يحصلون على رقم أضحيتهم وموعد ذبحها في يوم العيد الأول أو الثاني.
ويتوجه المشتركون كل حسب موعده إلى مسلخ المسجد الذي غالبا ما يكون في أقرب أرض خالية من المسجد لمتابعة شؤون أضحيتهم ابتداء من الذبح ووصولا إلى التقطيع وانتهاء بتسلم كل واحد منهم سبع كمية اللحم موزونة أمام المشاركين السبعة, ويبقى الأمر منوطا بالشخص في كيفية توزيع الجزء الخاص به من لحم أضحيته على أقاربه وجيرانه وما إلى ذلك.
وتستفيد المساجد ماديا في تنفيذ مشروع الأضاحي والتي تجمع خلال أيام عيد الأضحى وتدخل في حساب ميزانية مصاريف المسجد السنوية وهي غالبا ما تصرف على شكل رواتب للحفاظ الذين يدرسون القرآن أو مدرسي المواد الدينية وفي ترميم المسجد.
وتقدر القيمة المالية التي تدخل المسجد من مشروع الأضاحي ألفين دولار تقريبا كمعدل عام, يعتبر أمر لا يستهان به إذا ما علمنا أن هذا المبلغ يشكل نصف ميزانية المسجد ومدرسته الدينية السنوية تقريبا.
ومن المهم القول هنا بأن تغطية مساجد باكستان ومدارسها الدينية لنفقاتها الخاصة طوال العام دون أي مساعدة من طرف الحكومة هو أمر محل تقدير الجميع هنا بما فيهم وزارة الأوقاف لا سيما أن هذه المدارس تشرف على تعليم ما لا يقل عن مليون طالب وطالبة.
جدير بالذكر أن تقليد جمهور الباكستانيين للمذهب الحنفي الذي ترقى فيه الأضحية إلى مرتبة الوجوب عزز من دور المساجد للقيام بهذا الدور, وعادة ما تبدأ المساجد بالإعلان عن فتح باب المشاركة في برنامج الأضاحي قبل شهر من عيد الأضحى المبارك.
ـــــــــــــــ
الجزيرة نت