الشيوخ الأميركي يؤيد تعيين رايس رغم انتقاده لها

أقرت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي تعيين كوندوليزا رايس وزيرة لخارجية الولايات المتحدة.
جاء ذلك رغم الانتقادات الشديدة التي وجهها الأعضاء الديمقراطيون في اللجنة لرايس بشأن العراق واتهامهم لها بالولاء لسياسات الرئيس جورج بوش على حساب مصداقيتها في العمل.
وقد وافق 16 من أعضاء اللجنة على تعيين رايس (50 عاما) مقابل رفض اثنين فقط هما السيناتور جون كيري مرشح الحزب الديمقراطي الخاسر أمام بوش في انتخابات الرئاسة و باربرا بوكسر عضو مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا.
ومن المقرر أن يقر مجلس الشيوخ بكامل أعضائها الخميس تعيين وزيرة الخارجية التي شغلت خلال ولاية بوش الأولى منصب مستشارة الأمن القومي.
وخلال جلسة الاستجواب الثانية أمام أعضاء اللجنة أقرت وزيرة الخارجية باتخاذ الإدارة الأميركية لقرارات خاطئة بشأن العراق. كما اعترفت رايس بأن الولايات المتحدة لم يكن لديها الاستعداد أو القدرات الكافية لمعالجة مسألة إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار بعد الغزو.
ونفت رايس بشدة الاتهام بأن ولاءها للرئيس بوش طغى على مصداقيتها في العمل وطلبت أكثر من مرة عدم التشكيك في نزاهتها. وأصرت رايس على أنه كان من الصواب غزو العراق ودافعت عن حجم القوات الأميركية باعتبارها كانت كافية بعد الإطاحة بصدام بالرغم من تصاعد الهجمات.
ورفضت الوزيرة تحديد موعد لسحب القوات الأميركية البالغ عددها حاليا نحو 150 ألف مما أثار مواجهة ساخنة مع الأعضاء الديمقراطيين باللجنة. ويتهم الحزب الديمقراطي إدارة بوش بقيادة البلاد بشكل خاطئ نحو الحرب وعدم إرسال قوات كافية لتحقيق الاستقرار هناك، مطالبين بمزيد من الشفافية في هذا الموضوع.
ويرى مراقبون أن رايس ستسير بوزارة الخارجية في فلك سياسة بوش وتحرص على تطبيقها، ولن تحاول السير على خطى سلفها باول الذي كان يسعى لتخفيف حدة التوجهات الجمهورية المحافظة.
ويستشهد هؤلاء بأن رايس أبرز مقربي الرئيس كانت تتفادى دائما إعلان مواقفها الشخصية من المسائل الخلافية بين أعضاء الإدارة ومستشاري بوش، مما حرمه كثيرا من الصوت المعارض الذي يوجه السياسة نحو مسارها الصحيح.