منكوبو آسيا ينتظرون المساعدات واستمرار انتشال الجثث
تتواصل معاناة منكوبي كارثة تسوماني في جنوب آسيا من آثاره المدمرة لتشمل عدة نواح، بينما بدا أن وصول المساعدات الإنسانية لملايين المشردين صعب المنال.
وتشترك معظم الدول المنكوبة في صعوبة وصول المعونات إلى بعض المناطق النائية حيث تكدست المساعدات في بعض المطارات الإقليمية بسبب صعوبة نقلها للمناطق النائية بعد تدمير الطرق والجسور.
كما استمرت حالة الذعر والهلع لدى سكان إندونيسيا بصفة خاصة من موجات مد جديدة بسبب توابع الزلزال التي كان آخرها اليوم قبالة سواحل جزيرة سومطرة وبشدة بلغت 6.5 درجات بمقياس ريختر. وحدد مركز الهزة على مسافة نحو 410 كلم من مركز الزلزال الكبير في قاع المحيط الهندي.
وقد توقعت الأمم المتحدة أن يتخطى عدد القتلى 150 ألفا وقال منسق مساعدات الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة يان إيغلاند إن أكثر المناطق تضررا إقليم آتشه الإندونيسي حيث لم يتم تقييم الحجم الحقيقي للكارثة هناك حتى الآن بسبب قيود متعلقة بالنقل والإمداد.
وأكد المسؤول الأممي أن هناك صيادين مجهولين وقرى كثيرة اختفت في بعض المناطق تماما ولا يمكن تحديد العدد الحقيقي للضحايا هناك.
مشاهد من الكارثة
وفي إقليم آتشه الإندونيسي أكبر عدد من القتلى وحجم الدمار الهائل يفوق تصور فرق الإنقاذ التي تحولت لما يشبه قوة متعددة الجنسيات تستخدم الطائرات والسفن الحربية في مهام الإغاثة. وتؤكد التوقعات أن عدد القتلى في إندونيسيا وحدها قد يصل إلى 100 ألف معظمهم في آتشه.
وتشير الأنباء إلى أن المساعدات لم تصل حتى الآن إلى نحو 110 آلاف مشرد في المناطق النائية بآتشه ولجأ الجيش الأميركي لإلقاء المعونات جوا على بعض المناطق. كما عثر في مناطق أخرى من الإقليم على مشردين وسط مناطق امتلأت بالجثث المتحللة وتم نقلهم على الفور إلى مراكز الإيواء في باندا آتشه عاصمة الإقليم.
وكشفت الجرافات التي تزيل أنقاض المباني المدمرة في باندا آتشه عن مزيد من الجثث كما سدت جثث أخرى متعفنة قناة رئيسية للمياه.
ووسط هذه المشاهد المأساوية تمكنت فرق الإنقاذ هناك من انتشال شاب في السابعة والعشرين من عمره بعد بقائه أكثر من خمسة أيام محتجزا تحت الأنقاض دون طعام أو مياه.
أما في سريلانكا التي وصل عدد القتلى بها إلى نحو 30 ألفا تعد منطقة أمبارا شرق البلاد من أكثر المناطق تضررا من تسونامي. فقد قتل الآلاف في هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية مسلمة، وأفاد مراسل الجزيرة بأن المساعدات لم تصل بعد إليها.
وأضاف المراسل أن الحكومة اضطرت إلى نقل المشردين من مراكز الإيواء في المناطق المنخفضة إلى أماكن أخرى أكثر أمانا، بينما زاد الطين بلة بسقوط أمطار غزيرة أدت لفيضانات في بعض المناطق.
هويات الجثث
وفي تايلند التي أعلن رسميا فيها عن مقتل نحو 5 آلاف حتى الآن تحاول فرق من خبراء الطب الشرعي التعرف على آلاف الجثث المتعفنة وكثير منها لأجانب. ولليوم السابع على التوالي توضع الجثث المشوهة في مناطق تصل مساحتها لحجم ملاعب كرة القدم.
يواجه هؤلاء الخبراء مشكلات في العثور على كميات كافية من الفورمالين في محاولة لحفظ الجثث ويعملون وسط رائحة كريهة للغاية لتحديد هويات القتلى بأساليب تبدأ من جواز السفر وتنتهي بالحامض النووي.
في الهند آخر حصيلة للقتلى بلغت نحو 13 ألفا وقد عادت بعض مظاهر الحياة من جديد إلى مقاطعة ناغابيتانام بولاية تاميل نادو جنوبي البلاد, وهي أكثر المناطق الهندية تضررا بأمواج تسونامي.
وحاول الناجون من سكان المنطقة الحصول على الطعام ومياه الشرب وفتحت بعض المحال التجارية أبوابها للمرة الأولى منذ الكارثة.
وتقول الهند إنها لا تحتاج لمساعدات خارجية ويمكنها التعامل مع الإغاثة محليا لكن عمال المعونة الأجانب لا يزالون يتدفقون على المناطق المنكوبة.