إسرائيل تستأنف اتصالاتها بالسلطة وتستعد لاجتياح غزة

قررت إسرائيل استئناف الاتصالات مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس والتي أوقفت إثر هجوم معبر المنطار بقطاع غزة الخميس الماضي.
وقالت مصادر إسرائيلية إن القرار اتخذ خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر برئاسة أرييل شارون ومن المتوقع في ضوء ذلك أن يلتقي كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال ساعات. وأوضحت المصادر أن اللقاء المرتقب سيبحث التنسيق لوقف ما أسمته بالعنف في قطاع غزة.
كما إعطى المجلس الضوء الأخضر لجيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ اجتياح عسكري واسع النطاق لقطاع غزة إذا فشلت جهود الرئيس الفلسطيني في وقف الهجمات ضد إسرائيل.
وبحث الاجتماع ثلاث خطط وضعتها هيئة أركان الجيش لتنفيذ عملية عسكرية تنص إحداها على إعادة احتلال أقسام كبيرة من قطاع غزة ولا سيما في الشمال, وهي المناطق التي تطلق منها الصواريخ والقذائف الفلسطينية على إسرائيل.
حوار الفصائل
تأتي هذه التطورات بينما يواصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لقاءاته مع الفصائل الفلسطينية في غزة لبحث إمكانية إعلان وقف لإطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وأعرب وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث، عن تفاؤله في أن يتمكن الرئيس الفلسطيني من التوصل إلى اتفاق مع فصائل المقاومة لوقف متبادل ومتزامن لإطلاق النار بين الفصائل وإسرائيل.
وأكد عضو المجلس التشريعي الفلسطيني زياد أبو عمر -الذي شارك في اجتماع عباس بوفد حركة حماس- أن الطرفين أقرب إلى اتفاق وطني أكثر من أي وقت مضى، ووصف الاجتماع بأنه كان "إيجابيا".
من ناحيته قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إنه ستجرى لقاءات أخرى تعلن بعدها حماس موقفها النهائي، موضحا أن الاجتماع الأول ركز بصفة أساسية على جهود ترتيب البيت الفلسطيني. وجدد أبو زهري من جهته التأكيد على الأجواء "الإيجابية" التي سادت المحادثات وحرص جميع الأطراف على الوحدة الوطنية والمصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
وفي الضفة الغربية تعهد قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح زكريا الزبيدي بوقف الهجمات داخل إسرائيل لكنه قال إن مهاجمة الإسرائيليين في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ستستمر. وأضاف أن الكتائب موافقة على تعليق كل العمليات العسكرية داخل إسرائيل من أجل دعم البرنامج السياسي للرئيس الفلسطيني.
وفي هذا السياق، أعلن مدير جهاز الأمن العام الفلسطيني اللواء عبد الرازق المجايدة أن قوات الأمن الفلسطينية ستنتشر في غضون يومين على طول حدود قطاع غزة لمنع ما وصفها بالخروقات الأمنية.
وأوضح عقب لقاء الرئيس محمود عباس بقادة أجهزة الأمن بغزة أن الانتشار يأتي تنفيذا لأوامر رئيس السلطة محمود عباس بوقف الهجمات التي تشنها المقاومة ضد أهداف إسرائيلية. وقالت حماس إنها ليست قلقة من نشر قوات الأمن الفلسطينية.
من جهة أخرى نفت مصادر مقربة من الرئيس الفلسطيني للجزيرة ما تردد من أنباء عن أنه عزل نحو 50 مستشارا مدنيا وعسكريا من مناصبهم.
شهيدان بغزة
ميدانيا أفاد مراسل الجزيرة نت بأن فلسطينيين استشهدا برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب قرية نحال عوز الإسرائيلية التعاونية شرق مدينة غزة. وذكرت مصادر إسرائيلية أن الفلسطينيين أطلقا النار وألقيا قنابل يدوية باتجاه قوة عسكرية تابعة لسلاح الهندسة الإسرائيلية وردت القوة بإطلاق النار.
كما جرح ثلاثة من جنود الاحتلال اثنان منهم في حال خطرة في انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية إسرائيلية قرب مستوطنة نيسانيد شمال قطاع غزة.
وقد خلفت قوات الاحتلال دماراً هائلاً في أحياء من مدينة نابلس في الضفة الغربية، حيث نسفت مباني بما فيها من ممتلكات، واعتقلت 14 من عناصر حركة حماس وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوة إسرائيلية خاصة من المستعربين تسللت إلى نابلس من ثلاثة محاور، ثم تبعتها تعزيزات آلية في عملية عسكرية واسعة النطاق.