عبادي تصعد حملتها ضد القضاء الإيراني

صعدت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2003 حملتها ضد السلطات الإيرانية بعد أن رفضت المثول أمام محكمة الثورة.
وجاء التحدي هذه المرة من خلال مطالبة عبادي للقضاء الإيراني بإلغاء الحبس الانفرادي في السجون الإيرانية واعتبرته نوعا من التعذيب.
واتهمت عبادي في مؤتمر صحفي بطهران الحكومة باللجوء إلى هذه الأساليب ضد معارضيها المطالبين "بالحرية والديمقراطية". وخلال المؤتمر تحدث عدد من المعارضين السياسيين عن تجربتهم في الحبس الانفرادي.
وكانت عبادي قد أعلنت أمس استعدادها لمواجهة الاعتقال بسبب رفضها المثول أمام محكمة الثورة لعدم إبلاغها رسميا بالتهم الموجهة إليها. ولم تستبعد عبادي أن ينفذ القضاء التهديد المكتوب باعتقالها وقالت للصحفيين "في هذا البلد كل شيء ممكن".
وقالت إنها قررت عدم المثول احتجاجا على ما أسمته ممارسات غير شرعية للقضاء، موضحة أن القانون ينص على أنه إذا كان شخص ما متهم بإقامة نشاطات غير مشروعة فينبغي أن يتضمن الاستدعاء الموجه إليه الاتهامات التي تقرر استدعاؤه بناء عليها.
وأشارت عبادي إلى أن الاستدعاء الذي وجه إليها تضمن فقط مطالبتها بأن تمثل أمام النيابة خلال ثلاثة أيام لتقديم بعض التفسيرات، وإلا فإنه سيتم توقيفها في حالة الرفض. وأضافت "لست أدري إطلاقا ما يمكن أن تكون هذه الاتهامات لأنني لم أقدم على أي عمل غير شرعي، فلنر إن كان المسؤولون القضائيون سيرسلون استدعاء يستوفي القوانين".
من جهة أخرى انتقدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان هذه الخطوة القضائية ضد عبادي، وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن "هذه محاولة سافرة من الحكومة الإيرانية لإسكات بضعة أصوات باقية تدافع عن حقوق الإنسان في إيران".
غير أن الرئيس الإيراني محمد خاتمي قلل خلال جولة له في أفريقيا من أهمية استدعاء عبادي، وقال "ليس هناك ما يدعو عبادي للخوف، وبصفتي رئيس الدولة فإنني أضمن شخصيا سلامتها وحريتها في مواصلة أنشطتها".
وكان المحافظون الإيرانيون قد نددوا بحصول عبادي (57 عاما) على جائزة نوبل للسلام، معتبرين أن اختيارها كان "مؤامرة أميركية وصهيونية" ترمي إلى إضعاف النظام الإسلامي.
وقد طالبت عبادي فور عودتها إلى إيران بعد حصولها على الجائزة بالإفراج عن "المعتقلين السياسيين" وتنظيم استفتاء حول مستقبل البلاد, كما صدمت المحافظين الإيرانيين بزيارتها الولايات المتحدة وظهورها في الخارج حاسرة الرأس.