الأحزاب الكردية تتراجع عن مقاطعتها الانتخابات
أخيرا حسم الطرف الكردي مشاركته في انتخابات مجلس محافظة كركوك، حيث كان قد هدد سابقا بمقاطعة هذه الانتخابات حتى يتم تطبيق الفقرة (58) من قانون إدارة الدولة المؤقت، والذي يتضمن إعادة الأوضاع في مدينة كركوك إلى سابق عهدها قبل ممارسة سياسة التغيير الديموغرافي في المدينة في عهد النظام السابق.
القرار الكردي جاء بعد عودة وفد كردي ممثل في جلال الطالباني سكرتير الاتحاد الوطني، ونيجيرفان البارزاني من اجتماع لهم في بغداد مع كل من الحكومة العراقية المؤقتة، والطرف الأميركي والبريطاني من جهة أخرى، وأعلن عن قرار المشاركة بعد دراسة نتائج الاجتماع في البرلمان الكردستاني، وبمشاركة الأحزاب الكردستانية المتحالفة في قائمة التحالف الكردستاني لانتخابات العراق القادمة.
ولم يستبعد المراقبون أن يكون الأكراد توصلوا إلى هذه النتيجة بسبب ضغوط أميركية عليهم للتراجع عن مقاطعة الانتخابات، خاصة بعد زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج لمسعود البارزاني في مدينة صلاح الدين، وكذلك زيارات متكررة من القنصل الأميركي في كركوك للقيادات الكردية.
وفور انتهاء اجتماع البرلمان الكردستاني أكد الطالباني أنهم حصلوا على ضمان من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المؤقتة والسفير الأميركي والبريطاني في بغداد لتطبيق ما جاء في الفقرة (58) من قانون إدارة الدولة المؤقت بعد الانتخابات.
لكن الطالباني أكد أن هذه المشاركة ليست لها علاقة بالاعتراف بالواقع الحالي لمدينة كركوك، وإنما هي ممارسة سياسية لمرحلة مؤقتة -في إشارة إلى عدم الاعتراف الكردي بالواقع الديموغرافي الحالي للمدينة- حيث يعتبرونها نتيجة لسياسة خاصة مورست ضد المدينة من قبل النظام السابق.
من جانبه أكد مسؤول الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي الكردستاني بختيار الطالباني للجزيرة نت أن الاتفاق يأتي بعد إقناع الطرف الكردي بمشاركة المرحلين من المدينة في انتخابات مجلس المحافظة، والذين عاد قسم منهم إلى كركوك ولا يزال القسم الآخر يقطن مدن أربيل والسليمانية.
ورفض الطالباني الإجابة على الأسئلة التي تتعلق بموقف الجبهة التركمانية في كركوك من اتفاقهم الذي جرى في بغداد، ويرى المراقبون أنه من المحتمل أن ترفض الجبهة التركمانية هذا الاتفاق، الذي قد يدفعها لاتخاذ موقف سلبي من العملية الانتخابية.
______________
مراسل الجزيرة نت