مخاوف من أمراض قاتلة بالدول المنكوبة بتسونامي

حذرت منظمة الإغاثة العالمية من تعرض الناجين من أمواج المد العالي "تسونامي" لخطر الوفاة، من جراء الإصابة بمرض التيتانوس، بعد تعاملهم مع الجثث وتنقيبهم في الأنقاض.
وقال منسق منظمة أطباء بلا حدود لوريس دي فيليبي إن المنظمة أحصت عدة حالات إصابة بالتيتانوس، وأن العدد مرشح للتزايد بسرعة كبيرة.
وللتقليل من خطر الإصابة بهذا المرض القاتل توزع المنظمة الصحية أحذية عالية الساق، وقفازات على الناس الذين يفتشون في الأنقاض، وترسل عربات مزودة بمكبرات للصوت لتحذير الناس من خطر الإصابة بالتيتانوس.
وفي إطار الأخطار الصحية التي قد يخلفها تسونامي حذر خبراء طبيون من انتشار وباء الملاريا في منطقة آتشه شمالي إندونيسيا التي تعتبر أكثر المناطق تضررا من هذه الكارثة الطبيعية التي ضربت جنوب شرق آسيا وخلفت أكثر من 165 ألف قتيل.
وخطر الملاريا
وفي المقابل أكدت الجهة المسؤولة عن مكافحة الملاريا في مناطق باندا آتشه الكبرى وميلابوه أن خطر الكوليرا والإسهال أصبح ضعيفا في تلك المناطق بعد أن وصل إليها الماء النقي، لكن خطر الملاريا وحمى الضنك أصبح يهدد حياة آلاف الناجين من تسونامي.
وحذر المصدر نفسه من أن وباء الملاريا قد يفتك بحياة 100 ألف شخص في شمالي إندونيسيا إذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة في أقرب وقت ممكن.
وبدأت بعض فرق الإغاثة اليوم بعمليات تطهير في مخيمات بضواحي باندا آتشه، في حين يتوقع أن تنطلق عمليات التطهير الكبرى في غضون يومين وذلك بسبب تأخر وصول مبيدات الحشرات من العاصمة جاكرتا لاعتبارات بيروقراطية.
الإنذار المبكر
وللتقليل من حجم أثار الكوارث الطبيعية في المستقبل أعرب منسق شؤون الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة عن رغبته إنشاء نظام مبكر عالمي لا يحذر من أمواج المد العاتية فحسب بل يغطي نطاقا واسعا من الكوارث الطبيعية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قد أيد إنشاء نظام في شتى أنحاء العالم للتحذير من أمواج المد، وعبرت الدول المانحة عن رغبتها في تمويله منذ حدوث كارثة تسونامي.
ومن المقرر أن يكون إنشاء نظام للتحذير من أمواج المد موضوعا رئيسيا في مؤتمر يعقد برعاية الأمم المتحدة عن خفض عدد قتلى الكوارث في اليابان خلال الأيام القادمة.
من جانبها قررت الولايات المتحدة توسيع نطاق نظام الإنذار المبكر من موجات المد البحري ليمتد إلى ما وراء المحيط الهادي مرورا بالمحيط الأطلسي والبحر الكاريبي وخليج المكسيك.
وأعلن البيت الأبيض مساء الجمعة أن نظام الإنذار المبكر الذي يمتد في أعماق المحيطات والبحار سيتكلف 37.5 مليون دولار ويستغرق إنشاؤه عامين كاملين.
انسحاب القوات
وفيما يتعلق بطلب الحكومة الإندونيسية من جميع القوات الأجنبية وعمال الإغاثة الانسحاب من البلاد بحلول مارس/آذار القادم أكد بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأميركي ترحيب بلاده بهذا القرار.
وقال وولفويتز خلال وجوده في تايلند ضمن جولة للدول المنكوبة بتسونامي "إننا لا نتفهم هذا القرار فحسب، وإنما نشيد به"، مؤكدا أن فرض جاكرتا لموعد انسحاب القوات الأجنبية التي اشتركت بأعمال الإغاثة، إنما يعني أنها حددت هدفا لسيطرتها على هذه العمليات.
وفي تايلند أعلنت وزارة الداخلية في حصيلة جديدة أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب تسونامي بلغ 5318 شخصا لغاية الآن، بينهم 2171 سائحا أجنبيا، و1733 تايلنديا.