السلطة تبدأ سلسلة إصلاحات وعباس يستعد لحلف اليمين

f_Palestinian presidential candidate Mahmud Abbas (Abu Mazen) talks on the phone at his office in the West Bank

بدأت السلطة الفلسطينية وفي ثاني يوم لوصول مرشح حركة فتح محمود عباس لسدة الرئاسة فيها، باتخاذ جملة من الإجراءات التي تهدف لإصلاح العديد من مواطن الفساد في المؤسسات الفلسطينية الرسمية.

وفي هذا الإطار كشفت السلطة اليوم عن خطة لإصلاح أجهزة الأمن، ومشروع قانون لإعادة تشكيل مجلس الأمن القومي يمنح رئيس الوزراء المسوؤلية عليه بدلا من رئيس السلطة.

وبموجب مشروع القانون الذي سيرفع للمجلس التشريعي للمصادقة عليه، فإنه سيتم تقليص عدد أجهزة الأمن من 11 إلى ثلاثة أجهزة، هي الأمن العام والمخابرات العامة والأمن الوطني.

ويعطي مشروع القانون الجديد صلاحية لمجلس الوزراء بإضافة عدد من الكفاءات الأمنية والسياسية من ذوي الاختصاص بما لا يزيد على خمسة أعضاء, ومن مهام المجلس الجديدة صياغة السياسات الأمنية العامة وتحديد المهام الأمنية للسلطة الوطنية الفلسطينية وفق متطلبات المرحلة.

وكان الصراع على السيطرة على الأجهزة الأمنية قد تسبب في تدهور العلاقات بين عباس والرئيس الراحل ياسر عرفات، وكذلك بين عرفات وأحمد قريع الذي خلف عباس برئاسة الوزراء.

undefinedوفي مؤشر آخر على الرغبة في طي صفحة الحقبة الماضية، سعى عباس اليوم لإنهاء الخلافات بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية حيث ترأس اجتماع مصالحة جرى اليوم بمكتبه بين جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي للرئاسة في عهد الرئيس عرفات، وبين محمد دحلان الذي عمل وزير للأمن أثناء تولي عباس رئاسة الوزراء.

وأكد الرجوب في اتصال هاتفي مع الجزيرة أنه طوى كل خلافاته السابقة مع دحلان، مؤكدا أن حساسية المرحلة الفلسطينية الحالية لا تحتمل أي خلافات.

وفي وقت أعلن فيه الرجوب استقالته من منصب مستشار الأمن القومي، رجحت مصادر مطلعة أن يشغل دحلان منصبا هاما. كما طلب عباس الذي يستعد غدا لأداء اليمين الدستورية من رئيس الحكومة قريع البقاء بمنصبه على رأس الحكومة الجديدة التي يتوقع أن تخلو من حلفاء عرفات.

وعود وخروقات
ورغم تعهداتها بالتعاون مع القيادة الفلسطينية الجديدة لإرساء السلام بالمنطقة، اغتالت وحدة خاصة تابعة لجيش الاحتلال في طولكرم بالضفة الغربية اليوم الثلاثاء ناشطا في كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح.

وجاءت هذه الانتهاكات بعد دعوة وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات إسرائيل للابتعاد عن سياسة "الإملاءات والاستيطان والجدران والخطوات أحادية الجانب".

من جانبها تبنت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه إطلاق خمس قذائف يدوية الصنع على تجمع غوش قطيف الاستيطاني جنوب قطاع غزة.
 
وكان مصدر عسكري إسرائيلي قال إن قذيفة يدوية الصنع سقطت في محيط مستوطنة سديروت جنوب غزة مما تسبب في وقوع أضرار بأحد المنازل.


undefinedترحيب واسع
وكان عباس قد حظي بدعم واسع عربيا ودوليا عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية, وبرز ذلك جليا في دعوة الرئيس الأميركي له بزيارة البيت الأبيض.

وتعهد بوش في اتصال هاتفي مع عباس بتقديم المساعدة الاقتصادية وبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية، كما حث إسرائيل على دعم رئيس السلطة الفلسطينية الجديد وتهيئة المناخ المناسب لإقامة الدولة الفلسطينية.

وكان أبو مازن قد أكد في أول تصريح صحفي له عقب إعلان فوزه بأنه يمد يده للسلام للإسرائيليين.

وأعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ ترحيبها، كما هنأ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عباس بانتخابه.

ورأى رئيس بعثة البرلمان الأوروبي والتي شاركت في مراقبة الانتخابات الفلسطينية إدوارد سكوت أن انتخابات السلطة الفلسطينية "يمكن أن تشكل نموذجا لآخرين في المنطقة".

وعربيا أعرب قادة الأردن وتونس والمغرب ومصر عن ترحيبهم بفوز عباس بالانتخابات الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان