قراءة في مقاطعة المعارضة لانتخابات الرئاسة الفلسطينية
11/1/2005
لم تكن مقاطعة المعارضة الفلسطينية لانتخابات رئاسة السلطة أمرا مستغربا لاسيما وأنها قاطعت من قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية التي أجريت مطلع عام 1996 لارتباطها باتفاقيات أوسلو التي أعلنت رفضها لها.
ولكن الأجواء التي جاءت في ظلها الانتخابات الجديدة بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتعطل عملية السلام مع إسرائيل شكلت دوافع للمعارضة الفلسطينية لإعادة تقويم موقفها.
ولكن المعارضة هذه المرة جاءت من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي بعد أن قررت الجبهتان الشعبية والديمقراطية المشاركة في الانتخابات.
ولم تعد حماس مجرد حركة معارضة للسلطة أو أحد تنظيمات المقاومة الرئيسية بل أصبحت بعد سنوات من الانتفاضة المنافس الرئيس لحركة التحرير الوطني (فتح) في الساحة الفلسطينية.
فبعد سلسلة من العمليات النوعية الناجحة ضد الاحتلال تبوأت هذه الحركة مكانة تنظيم المقاومة المسلحة الأول في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما أدى إلى زيادة تأثيرها في الساحة الفلسطينية وثقلها على الساحتين العربية والدولية، وضاعف بالتالي من مسؤولياتها الفلسطينية وشكل دافعا إضافيا لإعادة دراسة موقفها من الانتخابات.
إلا أن اتخاذ الحركة إضافة إلى الجهاد الإسلامي قرارا بمقاطعة الانتخابات الرئاسية أثار جدلا في الأوساط الفلسطينية والعربية حول جدوى هذا القرار.
مؤيدون ومعارضون
ويرى مؤيدو القرار أنه يعزز مصداقية الحركة الرافضة لاتفاقات أوسلو وما يتمخض عنها ويضعف من شرعية أي رئيس يتم انتخابه للسلطة الفلسطينية ويؤكد عدم تمتعه بتأييد نسبة كبيرة من الفلسطينيين.
ويرى مؤيدو القرار أنه يعزز مصداقية الحركة الرافضة لاتفاقات أوسلو وما يتمخض عنها ويضعف من شرعية أي رئيس يتم انتخابه للسلطة الفلسطينية ويؤكد عدم تمتعه بتأييد نسبة كبيرة من الفلسطينيين.
إلا أن رأيا آخر يقول إن المشاركة في الانتخابات لا تضرب مصداقية الحركة على اعتبار أن الرئيس المنتخب يستطيع اتخاذ مواقفه السياسية بدون شروط مسبقة، ويؤكد أن المقاطعة لن تنزع الشرعية عن الرئيس المنتخب طالما أن العملية تمت في الإطار الشرعي وبصرف النظر عن نسبة المشاركين فيها.
وفي هذا السياق تساءل عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال في لقاء مع الجزيرة نت قائلا "إذا كان ياسر عرفات الموقع على أوسلو جرت تصفيته لاعتراضه على صيغ تقع تحت السقف السياسي لحركة حماس, فكيف إذا ما ترشح ممثل لحماس وفاز في الانتخابات؟".
وبعد التقدم الذي حققته حماس في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية التي أجريت الشهر الماضي، فإنها أصبحت وفقا للرأي الأخير في موقع أفضل لخوض المراحل القادمة من الانتخابات وربما أيضا المشاركة في الانتخابات التشريعية بما يوفر لها موقعا لرفض تنازلات محتملة يمكن أن تقدم عليها السلطة الفلسطينية.
" الملفت للانتباه في موقف المعارضة الفلسطينية من الانتخابات الرئاسية أنه لم يكن موحدا " |
تباين المواقف
والملفت للانتباه في موقف المعارضة الفلسطينية من الانتخابات أنه لم يكن موحدا، ففيما أعلنت كل من حماس والجهاد مقاطعة الانتخابات الرئاسية ترشيحا وانتخابا.
والملفت للانتباه في موقف المعارضة الفلسطينية من الانتخابات أنه لم يكن موحدا، ففيما أعلنت كل من حماس والجهاد مقاطعة الانتخابات الرئاسية ترشيحا وانتخابا.
وأعلنت الجبهة الشعبية عدم ترشيح أي من كوادرها للمنافسة -لكنها قررت دعم المرشح المستقل مصطفى البرغوثي- قررت الجبهة الديمقراطية ترشيح عضو لجنتها المركزية تيسير خالد.
وأدى ذلك إلى إضعاف إطار المعارضة الفلسطينية التي امتازت خلال الفترة الماضية بوحدة نسبية في مواقفها من اتفاقات أوسلو وتوابعها وإن لم يعزز ذلك بفعل حقيقي على الأرض.
وبصرف النظر عن تأثير المشاركة من عدمها في الانتخابات الرئاسية، فإن المقاومة الفلسطينية ستواجه امتحانا صعبا يتمثل في الضغوط التي ستمارس عليها لوقف عملياتها المسلحة تمهيدا لدخول مفاوضات التسوية السياسية المرتقب أن تبدأ بعد الانتخابات الأمر الذي قد يعيدها إلى مراحل سابقة قبل انتفاضة الأقصى وجدت فيها نفسها في مواجهة مع السلطة الفلسطينية وليس مع إسرائيل وحدها.
ـــــــــــــــ
الجزيرة نت
ـــــــــــــــ
الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة