الهم الداخلي يطغى على برامج مرشحي الرئاسة الفلسطينية
وعلى المستوى الخارجي لم يجد المواطن الفلسطيني في برامج المرشحين السبعة مواقف واضحة بشأن ما يجري في العراق، ودور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام، والانحياز الأميركي لإسرائيل والعلاقة مع سوريا وغيرها من الدول التي لا تحظى بالرضا الأميركي.
وتختلف تفسيرات المحللين والسياسيين الفلسطينيين حول غياب القضايا الخارجية في برامج مرشحي الرئاسة، إذ يرى البعض أن الأولوية للهم الوطني، فيما يرى البعض الآخر أن المرشحين يريدون كسب الموقف الدولي بعدم انتقاده وخاصة الموقف الأميركي أملا في تغييره مستقبلا.
برامج متشابهة
ويؤكد الدكتور هشام فرارجه أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت أن الشارع الفلسطيني يرى تشابها كبيرا في برامج المرشحين وكأنها منسوخة ومصطلحاتها متشابهة، وإن كان ذلك بكلمات مختلفة.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن برامج المرشحين تخلو بشكل عام من الإشارة للقضايا الخارجية، وإن تحدث البعض عن شيء منها دون تفصيل، اعتقادا منهم بأن الهم الرئيسي للفلسطينيين هو الشأن الداخلي.
واعتبر فرارجه أن المواطن الفلسطيني يتطلع مثلا إلى مواقف صريحة مما يجري للشعب العراقي الذي وقف إلى جانبهم وساندهم، كما يتطلع إلى موقف واضح تجاه العلاقة مع الاتحاد الأوروبي وطبيعة الدور المطلوب منه، ومن الانحياز الأميركي لإسرائيل في وقت يفترض أن تكون الولايات المتحدة راعية لعملية السلام.
وأعرب فرارجه عن اعتقاده بأن كثيرا من المرشحين يعتبرون تجنب الحديث عن القضايا الخارجية والتطرق للمواقف الأميركية قد يغير من نظرة الإدارة الأميركية للقضية الفلسطينية، قائلا إنه سرعان ما سيتبين لهؤلاء أن المراهنة على الموقف الأميركي لا تعدو أن تكون سرابا في سراب, مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بلا حدود وشارون وبوش متفقان أن على لا عودة للاجئين ولا عودة لحدود 67.
أولويات داخلية
من جهته رأى النائب المقدسي حاتم عبد القادر أن القضايا الخارجية لا تشكل أولوية وليست ذات تأثير بالنسبة للشعب الفلسطيني، مضيفا أن الفلسطينيين ليسوا في سعة من أمرهم حتى يفكروا بالعلاقات الخارجية، وأن الأولية هي ترتيب البيت الداخلي والنهوض بالأداء الفلسطيني وتحقيق الإصلاح المنشود.
وبخصوص الموقف من الولايات المتحدة أوضح عبد القادر في حديثه للجزيرة نت أن السلطة الفلسطينية لا تزال تعتبر الولايات المتحدة شريكا في عملية السلام، لذلك من الصعب على أي مرشح أن يتبنى برنامجا معاديا لها.
وأضاف أن الفلسطينيين بحاجة إلى المواقف الدولية بل ويعتبرون التضامن الدولي تحصيل حاصل بالنسبة للقضية الفلسطينية، ويرون أن العالم مع عودة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني لذلك لا يسخرون لها جهدا كبيرا.