الفصائل تدعو عباس للحوار ودعم المقاومة
بعد إعلان النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة الفلسطينية وما صاحبها من احتفالات وإطلاق رصاص, يدشن الرئيس المنتخب محمود عباس مرحلة سياسية تزخر بالتحديات الداخلية والخارجية.
فقد فاز عباس في انتخابات قاطعها أبرز فصيلين عاملين في الساحة الفلسطينية وهما حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي لأسباب تتراوح بين رفض مرجعيتها الأساسية المتمثلة في اتفاقيات أوسلو, وبين ظروف وطبيعة إجرائها في ظل الاحتلال.
ورغم أن محمود عباس يعتبر من الناحية القانونية الرئيس المنتخب الذي من حقه أن يشرع على الفور في تنفيذ برنامجه السياسي على ضوء ما يسمى بالتفويض الذي ناله من الشعب, فإن الوضع لن يكون بهذه السهولة في ظل تعقيدات الوضع الداخلي الفلسطيني والتحديات التي يفرضها استمرار الاحتلال.
وإذا كانت دعوة عباس لوقف ما يسميه عسكرة الانتفاضة باعتبارها واحدة من أهم ملامح برنامجه الانتخابي, فإن تنفيذ هذا البرنامج يفرض عليه وعلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التنسيق والحوار مع بقية الفصائل الفلسطينية.
وأكد أمين سر مرجعية فتح في الضفة الغربية حسين الشيخ أن محمود عباس يحمل مشروعا وطنيا يرتكز على المقاومة بالدرجة الأولى لأن الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وخياراته محدودة وأولى هذه الخيارات التمسك بنهج الانتفاضة والمقاومة.
وأعرب الشيخ في تصريح للجزيرة نت عن ثقته في أن الرئيس الفلسطيني المنتخب سيعتمد نهج الحوار مع جميع الفصائل وخاصة حركة حماس لأنه لا توجد وسيلة أخرى سوى هذا الحوار مهما كانت الظروف.
كما أكد المسؤول الفتحاوي أيضا ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع بقية الفصائل لمصلحة الشعب الفلسطيني. ورأى أن مصر اعتبارا من اليوم ستستأنف جهود إحياء الحوار الفلسطيني بهدف التوصل إلى وثيقة وطنية تتضمن توافقا بشأن أهم القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية. وأضاف أن الحوار سيناقش ما أسماه بآليات وجغرافية المقاومة وقضايا أخرى مثل احترام سيادة القانون والإقرار بوجود سلطة واحدة.
ورأى الشيخ أن أي مشروع هدنة سوف لن يطرح من جانب واحد, وقال إنه يتوجب أن تبدأ إسرائيل في مقابل الهدنة بإجراءات الانسحاب من المناطق الفلسطينية وإطلاق سراح الأسرى ووقف الاغتيالات.
الفصائل الإسلامية
القيادي في حركة حماس حسن يوسف رأى من جانبه أن الشعب الفلسطيني في حالة دفاع عن النفس وأن من حقه مقاومة العدوان واعتبر أن أي شخص يطالب بالتهدئة سواء أبو مازن أو غيره يجب أن تتوفر لديه ضمانات دولية لحماية الفلسطينيين.
وقال يوسف في تصريح للجزيرة نت إن المشكلة ليست بين الفلسطينيين مؤكدا على أنه لا توجد إستراتيجية أو تكتيك مقدس وأنه بالتالي يمكن إعادة النظر في كل شي وتقييم أساليب المقاومة من خلال الحوار. ودعا في هذا الخصوص الرئيس عباس إلى الحوار من أجل التوصل لبرنامج وطني موحد يدعم الجبهة الداخلية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.
وبدوره أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام أن الرئيس الجديد يجب أن يعمل على تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني وتعميق الحوار الداخلي لتأكيد وحدة الموقف الفلسطيني والخروج ببرنامج سياسي مشترك يمثل قاسما مشتركا لكل الفلسطينيين.
وأضاف في اتصال هاتفي من غزة مع الجزيرة نت أن ذلك يجب أن يتم بمزيد من الانفتاح على الفضائل الفلسطينية ومن خلال شراكة سياسية إضافة إلى إصلاحات داخلية جذرية بعيدا عن أي تدخلات أميركية وإسرائيلية.
غير أن عزام جدد التأكيد على أن المقاومة هي الخيار الأمثل في هذه المرحلة باعتبارها صوت "العقل والواجب والواقع" على حد تعبيره مشيرا إلى أن إسرائيل لا تعد بشيء ولن تقدم أي شيء للرئيس عباس فموقفها يتمثل في رفض الثوابت الفلسطينية من الانسحاب والقدس وموضوع اللاجئين.
الحوار والأسرى
" ملوح: يسعى الإسرائيليون لابتزاز قضية الأسرى الذين يرفض الآلاف منهم الإفراج عنهم مقابل تقديم التنازلات لإسرائيل " |
أما الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح فقد دعا الرئيس عباس للبدء فورا في تنفيذ وعوده الانتخابية وبدء حوار وطني فلسطيني موسع بمشاركة كافة القوى.
وأكد ملوح من داخل سجن مجدو في تصريح بالهاتف للجزيرة نت أنه في ظل ظروف الاحتلال يجب وضع إستراتيجية عمل للمرحلة المقبلة باعتبار أن هذا حق طبيعي لقوة المعارضة. وأشار إلى أن خيارات المقاومة والانتفاضة أمور غير قابلة للنقاش شريطة الاتفاق على أساليب وآليات المقاومة وارتباطها بتوقيتات معينة ومدى خدمتها للمصلحة الفلسطينية العليا.
وفيما يخص قضية الأسرى اعتبر ملوح أن الرئيس عباس سيواجه صعوبة في التعامل مع الإسرائيليين الذين حولوا هذه القضية لمساومات ومحاولات ابتزاز للسلطة مقابل المصلحة الفلسطينية. وأشار إلى أن آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يرفضون الإفراج عنهم مقابل تقديم التنازلات لإسرائيل.
_________________________