الجيش الأميركي يشن هجوما جديدا جنوب بغداد

بدأ الجيش الأميركي هجوما جديدا على مناطق في جنوب بغداد هو الثالث من نوعه منذ أشهر حيث قتل مسلحا واعتقل تسعة آخرين.
وتشمل المنطقة التي تقع ما بين 20 إلى 50 كلم إلى الجنوب من بغداد مدن الإسكندرية والمحمودية واللطيفية واليوسفية. وشهدت هذه المدن التي تعتبر معقلا للمسلحين ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي شمال شرق الفلوجة عثر على جندي من الحرس الوطني العراقي مقتولا بالرصاص الجمعة وعلى جسمه مذكرة تحذر الآخرين من العمل مع القوات الأميركية.
وفي الموصل شمال بغداد قتل مسلح واعتقل 15 آخرون خلال اشتباكات مع القوات الأميركية وعمليات دهم نفذتها هذه القوات غربي المدينة، كما عثر في المنطقة ذاتها على جثة طبيبة بيطرية عضو في مجلس محافظة نينوى خطفت في 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كما قتل سبعة عراقيين -بينهم خمسة من عناصر الحرس الوطني العراقي- في انفجار سيارة مفخخة في بلدة الصينية غربي مدينة بيجي شمال بغداد.
وفي تطور آخر أعلن قائد شرطة مدينة كركوك أن القوات الأميركية بالتعاون مع الشرطة العراقية اعتقلت ضابطا كبيرا في جهاز استخبارات النظام العراقي السابق هو العقيد خلف محمد عبد في أحد الأحياء الجنوبية لكركوك شمال شرق بغداد.
كما أعلنت القوات الأميركية أنها تمكنت وبالتعاون مع قوات الأمن العراقية من اعتقال 49 مشتبها به في ناحية الضلوعية شمال بغداد.
وفي وسط العاصمة بغداد سمع دوي انفجار قذائف وأسلحة رشاشة بعد ظهر الجمعة بالقرب من شارع حيفا.
وفي البصرة أصيب ثلاثة فتيان بجروح في انفجار عبوة ناسفة في وسط المدينة، كما سقطت ثلاث قذائف هاون على أحد معارض بيع السيارات في المنطقة نفسها.
وفي هذه الأثناء قالت مصادر ملاحية إن صادرات العراق من خام كركوك عن طريق خط الأنابيب الشمالي إلى مرفأ جيهان التركي مازالت متوقفة الجمعة بعد قرابة أسبوعين من هجمات استهدفتها.
تحذيرات علاوي
وإزاء استمرار تدهور الوضع الأمني طالب رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي الدول المجاورة بمنع تسلل المسلحين، وحذر من أن صبر حكومته آخذ بالنفاد. وأكد أنه ما زال ينتظر ردا من هذه الدول على مطالبته المتكررة بهذا الشأن.
ولم يذكر علاوي أي دولة بالاسم، ولكنه بعث رسالة بهذا الخصوص إلى الرئيس السوري بشار الأسد يطلب منه فيها تسليم العراق عددا من أعوان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين المقيمين في سورية والمتورطين في نشاطات تقوض الأمن في العراق.
وقال علاوي في رسالته إن حكومته قد حصلت على أدلة تثبت تورط المسؤولين العراقيين السابقين المقيمين في دمشق في ما وصفه بأعمال إرهابية.
ودفع تصاعد الهجمات القوات الأميركية والحكومة العراقية المؤقتة لإعلان تكثيف العمليات ضد المسلحين ونشر مائة ألف رجل لضمان الأمن خلال الانتخابات التشريعية المقررة نهاية الشهر المقبل.
ويلقي النزاع حول التركيبة العرقية لمدينة كركوك الغنية بالنفط بظلاله على تلك الانتخابات حيث قال سياسي كردي بارز الجمعة إنه يتعين تقليص حقوق التصويت الممنوحة للمواطنين العرب.
إذ طلب أنوشروان برزاني رئيس وزراء حكومة كردستان الإقليمية ونائب زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني ألا يسمح للعرب الذين وفدوا إلى كركوك إبان حكم صدام حسين بالتصويت في الانتخابات.
ألا أن الكثير من العرب يقولون إن الأكراد يريدون توسيع نطاق منطقة الحكم الذاتي التابعة لهم في الشمال لتشمل كركوك أيضا, في حين يكتنف الغموض رد فعل القادة الأكراد حول هذه القضية.