تداعيات انسحاب إسبانيا على تماسك الاحتلال بالعراق

ما إن أعلنت إسبانيا نيتها سحب قواتها من العراق حتى سارعت الدول المساهمة في قوات الاحتلال إلى تأكيد التزامها بما تصفه "حفظ السلام" في العراق، بين مؤكد على بقاء قواته ومتعهد بإرسال مزيد من القوات في ظل استعداد أميركي لتحمل عواقب انسحابات محتملة.
فقد أعلنت ألبانيا عزمها إرسال قوات إضافية لدعم وجودها العسكري الذي لا يتجاوز 71 جنديا لمهمات غير قتالية في الموصل. وجددت كل من أوكرانيا وأستراليا والبرتغال وسلوفينيا والسلفادور وجمهورية الدومينيكان التزامها بالإبقاء على قواتها في العراق، مؤكدة أن الخطوة الإسبانية لن تؤثر على مواقفها.
من جانبه شدد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني على أهمية التحالف العسكري في العراق وعلى ضرورة دعم الولايات المتحدة. وقال في هذا الصدد "بإمكاننا استثمار حقيقة أننا الآن أقرب حليف أوروبي لأميركا، القوة العظمى الوحيدة في العالم".
أما وزير خارجية أستراليا ألكسندر داونر فأعرب عن خيبة أمله إزاء القرار الإسباني وعن قلقه من إمكانية أن تحذو دول أخرى حذو إسبانيا. وقال إنه في حال انسحاب دول أخرى فإن "الأمن سينعدم في العراق وسيتحول إلى ملجأ للإرهاب".
وأكد رئيس الوزراء البرتغالي دوراوو باروسو أن موقف حكومته سيبقى على ما هو عليه دون تغيير "رغم المصاعب التي قد تطفو على السطح" من وقت لآخر.
وفي نفس السياق أكد رئيس سلوفينيا الذي كان قد عارض إرسال قوات إلى العراق، أن التهديد الذي يمثله ما وصفه بالإرهاب العالمي يبرر بقاء قوات بلاده في العراق. يشار إلى أن عدد القوات السلوفينية في العراق يصل إلى 105 جنود أغلبهم في مجال إزالة الألغام.
وفي المقابل مثل قرار إسبانيا سحب قواتها من العراق ضربة قوية لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش التي حرصت دوما على تصوير المهمة في العراق على أنها مهمة دولية بالرغم من أن السواد الأعظم من القوات الدولية هناك هم أميركيون، إذ يصل عدد القوات الأميركية إلى 130 ألف جندي.
فقد وبخ الرئيس الأميركي جورج بوش رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو على قراره المفاجئ سحب قواته، وحثه على تجنب القيام بما من شأنه أن "يعطي طمأنينة زائفة للإرهابيين وأعداء الحرية في العراق".
وقال المتحدث باسم قوات الاحتلال الأميركي في العراق مارك كيميت إن "العراق لن يعرف أي فراغ أمني في أي وقت"، في محاولة لتبديد المخاوف من تداعيات الانسحاب الإسباني على الوضع الأمني في البلاد. ولفت إلى أن العدد المحدود للقوات الإسبانية يمكن تعويضه في وقت قياسي.
الصورة على الطبيعة
ولم تمض مدة طويلة على إعلان القرار الإسباني حتى بادرت هندوراس بالقول على لسان رئيسها ركاردو مادورو إنها ستسحب هي أيضا قواتها الموجودة في العراق في أقرب الآجال، مؤكدة بذلك المخاوف الأميركية.
أما بولندا فاعتبرت أن إعطاء الأمم المتحدة دورا أكبر في العراق سيحد من تراجع الدول عن التزاماتها تجاه العراق، إضافة إلى أنه سيساعد الدول المترددة على إرسال المزيد من قواتها إلى هذا البلد.
وقال وزير الدفاع البولندي إن "قرارا أمميا سيوفر الكثير من الدعم"، معتبرا أن القرار الإسباني كان مفاجئا وأن كافة الأطراف "تعمل جاهدة لسدة الثغرة التي خلفها الانسحاب الإسباني".
وشددت اليابان على أن منح الأمم المتحدة دورا أكبر في العراق سيسهل المهمة عليها ويساعد جنودها في العراق على مواصلة مهامهم الإنسانية في البلاد.