القيادة الفلسطينية تؤكد حدوث تحسن في علاقات سوريا والسلطة
أكد وفد القيادة الفلسطينية برئاسة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس حصول تحسن حقيقي في العلاقات بين سوريا والسلطة الفلسطينية، وذلك في أعقاب المحادثات التي أجراها الوفد اليوم مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال عباس "بحثنا مع الرئيس السوري في التنسيق مع سوريا، وقلنا نبدأ بالتشاور وننتقل إلى مرحلة التنسيق"، مؤكدا أن الوضع السوري والفلسطيني واللبناني يتطلب نوعا من التنسيق والتشاور حتى لا يخرج أي طرف بحالة خسارة، وحتى لا تستغل إسرائيل موقف أي من هذه الدول.
وفيما يتعلق بمطالب السلطة الفلسطينية من دمشق قال "ما نطلبه من سوريا وما يطلب منا، هو أن نكون دائما نحن والسوريون في صورة ما يجري من أجل التفاهم حول المواقف".
وقال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث إن العلاقات السورية الفلسطينية تخبطت خلال اتفاق أوسلو، ولكنها تشهد الآن تحسنا حقيقيا في كل النواحي من العلاقات الثنائية إلى السياسية القومية حول عملية السلام ككل.
من جانبه أكد الرئيس السوري خلال اللقاء على دعم سوريا لنضال الشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية ووقوفها إلى جانبه في مواجهة الاستحقاقات القادمة، وذلك وفقا لوكالة الأنباء السورية التي أكدت أن المباحثات بين الجانبين تناولت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحضيرات الجارية للانتخابات الفلسطينية المقررة الشهر القادم.
المعارضة
من جهة أخرى استبعد عباس أي لقاء مع المعارضة الفلسطينية الموجودة في دمشق، مشيرا إلى أن الحوار الفلسطيني بدأ في الداخل، وسيستمر في الداخل على حد قوله.
وكان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة محمود الزهار قد أكد في وقت سابق أن عباس سيجتمع خلال زيارته لدمشق مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، وذلك استكمالا للحوار الذي بدأه مع الفصائل الفلسطينية في غزة خلال الفترة الماضية.
يذكر أن عشر منظمات فلسطينية تتخذ من دمشق مقرا لها كانت قد أنشأت بعد التوقيع على اتفاقات أوسلو تحالفا بينها عرف باسم "الفصائل العشر", أبرزها إلى جانب حماس والجهاد, الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية-القيادة العامة.
لكن هذا التحالف فقد الكثير من زخمه خاصة بعد قرار الجبهتين إعطاء الأولوية لما يجري على الساحة الداخلية الفلسطينية، ويرافق عباس في هذه الزيارة رئيس الوزراء أحمد قريع بالإضافة إلى شعث.
الانتخابات
وعلى صعيد التحضير للانتخابات الفلسطينية أعلن أمين سر حركة فتح مروان البرغوثي الموجود في المعتقلات الإسرائيلية إصراره على خوض الانتخابات الرئاسية بالرغم من كل الضغوطات التي تمارس عليه.
وكان رئيس منظمة فتح فاروق القدومي قد هدد اليوم بإقالة البرغوثي من الحركة إذا ظل مصرا على خوض الانتخابات في مواجهة محمود عباس، الذي اختارته الحركة ليكون مرشحها الوحيد لهذه الانتخابات.
وكشفت مصادر مقربة من البرغوثي أن الأخير يتعرض لضغوطات كبيرة لإجباره على سحب ترشيحه لانتخابات الرئاسة، وقال أحد المقربين منه "هناك ضغوط قوية يقوم بها مسؤولون وقيادات في داخل الحركة وعلى مختلف المستويات لإرغامه على سحب ترشيحه".
ومع اشتداد حمى المنافسة بين الرجلين أظهر استطلاعان حديثان للرأي أن البرغوثي يشكل ندا قويا لمرشح حركة فتح، حيث بينت نتائج الاستطلاع الذي أجراه برنامج دراسات التنمية في جامعة بيرزيت تفوق البرغوثي على عباس بنسبة 46% مقابل 44%.
فيما حصل عباس في الاستطلاع الذي أعده المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية على 40% مقابل 38% للبرغوثي.