تصاعد العنف بالعراق ودعوات جديدة لتأجيل الانتخابات

انسحبت جمعية الهلال الأحمر العراقي يوم الأحد من مدينة الفلوجة بناء على أوامر من القوات الأميركية في المدينة.
وقال مسؤول في الجمعية إن الطلب بالانسحاب جاء لأسباب أمنية وحتى إشعار أخر. وكانت المتحدثة باسم المنظمة فردوس العبادي قد ذكرت سابقا أن الجمعية قررت الانسحاب من الفلوجة اعتبارا من الأحد لخلو المدينة من السكان، وأنها ستقوم بحملة لمساعدة النازحين في القرى والمناطق التي لجؤوا إليها في الجوار.
من ناحيته أكدت ضابط من مشاة البحرية في المدينة أنباء مغادرة الجمعية لها وأن قوات المارينز تسلمت مبنى الجمعية وقامت باستجواب الرجال الموجودين فيه وألقت القبض على ثمانية منهم. وأوضحت أن عناصر البحرية الأميركية طوقت المبنى منذ الخميس.
قتلى وجرحى
ففي اللطيفية جنوب بغداد قتل عنصر من الحرس الوطني العراقي وأصيب أربعة آخرون بجروح في هجوم شنه مقاتلون في المدينة بعد انتهاء عملية "بلايموث روك" التي شنتها قوات أميركية وبريطانية بهدف تعقب المسلحين هناك.
وذكر شهود أن مسلحين وضعوا ملصقات على واجهات المحلات والمباني الحكومية في المحمودية -30 كلم جنوب بغداد- باسم "الجيش السري الإسلامي" تهدد عناصر الشرطة والحرس الوطني بالقتل.
وكان 20عراقيا ممن يعملون في قاعدة أميركية قرب تكريت قتلوا وجرح 18 آخرون أثناء توجههم إلى العمل في القاعدة الواقعة شمال بغداد يوم الأحد.
وفي مدينة بيجي ذكرت مصادر الشرطة العراقية أن قائدا في الحرس الوطني العراقي وثلاثة من حراسه قتلوا في هجوم بسيارة مفخخة يوم الأحد بالقرب من المدينة. وقال ناطق باسم الجيش الأميركي إن 14 من عناصر الشرطة العراقية جرحوا في الحادث الذي يعتقد أنه عملية انتحارية أعقبتها مواجهة بنيران الأسلحة.
وفي الموصل اقتحمت القوات الأميركية مسجدا وفتشته أكثر من ساعة زاعمة البحث عن مسلحين دون أن تعتقل أحدا. وقال إمام المسجد إن مدرعتين كانتا ترافقان الجنود حطمتا سياج المسجد الذي تملأ جدرانه عبارات تندد بحكومة رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي والأميركيين. جاء ذلك بعد مقتل جنديين أميركيين وجرح أربعة آخرين في كمين استهدف دوريتهم يوم السبت.
أما في كركوك فقد نجا قائد الحرس الوطني العراقي في المدينة من محاولة لاغتياله بتفجير عبوة ناسفة استهدفت موكبه دون أن تسفر عن وقوع إصابات.
وفي بغداد دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الأميركية وقوات الشرطة العراقية من جهة ومسلحين من جهة أخرى في حيي الدورة والأعظمية. جاء ذلك بعد هجومين بسيارتين ملغمتين في شمال وشرق المدينة أسفرا عن مقتل أربعة جنود أميركيين.
مسألة الانتخابات
وإزاء تفاقم الوضع الأمني في العديد من المدن العراقية دعا 40 حزبا وشخصية عراقية غالبيتهم من السنة إلى تأجيل الانتخابات المقرر إجراؤها في الحادي والثلاثين من يناير/ كانون الثاني المقبل, مدة ستة أشهر على الأقل.
وقال بيان صادر عن اجتماع عقد في بغداد وضم الحزب الإسلامي ومجلس العشائر والائتلاف الوطني وشخصيات سياسية إن هذا التأجيل "سيخلق أجواء أفضل للانتخابات ويمهد الطريق لمشاركة سياسية أوسع"، معتبرا أن إجراء الانتخابات في موعدها سيفرز مجلسا مفتقدا للشرعية لا يمثل الجميع.
وتأتي هذه الدعوة بعد تأكيد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى العراق الأخضر الإبراهيمي استحالة إجراء الانتخابات في موعدها "إذا بقي الوضع الأمني على حاله".
وانتقد الإبراهيمي اللجوء إلى الحل العسكري للقضاء على المسلحين. وقال في مقابلة صحفية إنه يتحتم على الإدارة الأميركية والحكومة العراقية المؤقتة إعادة النظر في الاعتماد على القوة للتخلص من المسلحين.
غير أن الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور الذي وصل الولايات المتحدة في زيارة سيلتقي خلالها الرئيس الأميركي جورج بوش أكد على إقامة الانتخابات في موعدها، وقال إنه رغم العنف المستمر ستجرى الانتخابات في موعدها.
وفي تطور متصل أعلن مصدر في مكتب آية الله العظمى علي السيستاني في النجف الاشرف يوم الأحد أن القوات الأميركية اعتقلت محمد هاشم آل يحيى منسق اللجنة السداسية التي شكلها السيستاني لإعداد لائحة انتخابية تحظى بمباركته.
من جهة أخرى أعلنت الشرطة الأردنية إعادة فتح المعبر الحدودي بين المملكة والعراق بعد إغلاقه يوم السبت إثر ضبط سيارة مفخخة في المركز الحدودي الأردني وانفجار شاحنة مفخخة عند مركز طريبيل الحدودي العراقي.