ألمانيا تتخذ خطوات لدمج المهاجرين المسلمين

قالت الحكومة الألمانية إنها بصدد فرض دراسة اللغة الألمانية والمواد المدنية على المهاجرين المسلمين من العرب والأتراك في مسعى لدمجهم بالمجتمع الألماني وتحسبا لاستهدافهم في حوادث عنصرية وسط تنامي مشاعر العداء ضد المسلمين.
وتعتبر نيوكولن أحد ضواحي العاصمة برلين محط هبوط المهاجرين الجدد من العرب والأتراك، حيث المعالم العربية والإسلامية من الواجهات الأمامية المزخرفة للمساجد والمحلات التجارية فضلا عن مظاهر النساء اللاتي يرتدين الحجاب التي تعم شوارع وضواحي المدينة.
ويتخذ الألمان هذه المدينة نموذجا للتسامح والمجتمع متعدد الثقافات. إلا أن هذا الشعور ذهب وميضه بعد واقعة الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني في هولندا حيث أسفر عنها مقتل المخرج السينمائي ثيو فان جوخ، مما دق ناقوس الخطر في ألمانيا البلد المجاور الذي يقطنه أكثر من ثلاثة ملايين مسلم.
واستدعى تنامي المخاوف من نشوب صراع داخلي بين المواطنين والمهاجرين بالساسة الألمان بدءا برئيس الحكومة غيرهارد شرودر لإصدار رسالة للمهاجرين تتلخص في تعلم الألمانية والتأقلم والالتزام بقواعد الديمقراطية.
وترغب الحكومة في مواجهة المشكلة بإحداث تغييرات قانونية تمارس ضغوطا على المهاجرين وأطفالهم لتعلم اللغة الألمانية والمواد المدنية، وهذا من شأنه أن يساعد على صرف باعثي الكراهية للإسلام بعيدا عن الساحة.
وأعرب الساسة ومسؤولو الأمن عن قلقهم بأن المسلمين الذين يرفضون الثقافة الألمانية هم أكثر انفتاحا على الإسلام الراديكالي. وتنامى هذا الشعور عقب الكشف عن أن ثلاثة ممن شنوا هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة عاشوا ودرسوا في ألمانيا.
وكان مسؤول سياسي حث الأئمة في المساجد على الوعظ بالألمانية ليتسنى للسلطات ضمان مراقبتهم.
وقال رئيس بلدية نيوكولن هينز بوتشسكي إنه لاحظ أن المسلمين في هذه الضواحي يزدادون إقبالا على ممارسة شعائرهم الدينية في الآونة الأخيرة، ولكنه حذر من التقاء هذه الظاهرة بظهور الأصولية الإسلامية.
وأضاف بوتشسكى أنه "حان الوقت لتمد ألمانيا يدها وتعمل على دمج المسلمين"، محذرا من أن أولئك الذين يشعرون بالعزلة سيقعون فريسة سهلة لعصابات المجرمين وباعثي الكراهية".