70 ألف قتيل والأوبئة والمجاعات تفاقم كارثة زلزال آسيا
يتشابه المشهد المأساوي لكارثة الزلزال والمد البحري بجنوب وجنوب شرق آسيا، فحصيلة القتلى في تزايد وآخر التقديرات تشير إلى مقتل نحو 70 ألفا في ثماني دول.
مازالت فرق الإنقاذ تسابق الزمن لانتشال جميع جثث القتلى لمنع انتشار الأوبئة الفتاكة وبانتظار معونات الإغاثة الدولية، ومع عجز السلطات المحلية عن مواجهة مثل هذه الكارثة ينتظر ملايين المشردين معونات الإغاثة الدولية.
ويواجه الناجون من هذا الطوفان البحري خطر الموت جوعا أو من الأمراض، ويتوقع مراسلو الجزيرة في المناطق المنكوبة ارتفاعا كبيرا في عدد الضحايا مع اكتشاف أعداد كبيرة من الجثث في بعض المناطق النائية مثل غرب إندونيسيا وشرق سريلانكا.
مراسل الجزيرة في إندونيسيا أكد أن عدد القتلى ارتفع إلى 32 ألفا مع اكتشاف مزيد من الضحايا في غرب جزيرة سومطرة حيث دمر الطوفان قرى بأكملها. إقليم آتشه جسد فداحة الكارثة فقد قتل نحو 5% من سكانه والعدد في تزايد وانتشرت رائحة الجثث المتحللة في أرجاء العاصمة باندا آتشه ونفدت تقريبا إمدادات المياه النقية والطعام والوقود.
خطر الأوبئة
أما مراسل الجزيرة في سريلانكا فيقول إن روائح الجثث المتعفنة تنتشر في محيط القرى المنكوبة، في حين تخلو بعض المستشفيات من مبردات حفظ الجثث ولم تصل حتى الآن فرق الإنقاذ لبعض المناطق النائية.
عدد القتلى في جنوب وشرق سريلانكا بلغ 22 ألفا على الأقل وشبه الناجون موجات المد بحوائط وصل ارتفاعها إلى نحو عشرة أمتار جرفت في طريقها الأخضر واليابس.
في الهند تجاوزت حصيلة الزلزال المعروف باسم تسونامي 9000 قتيل وما زال الآلاف مفقودين في جزر أندامان ونيكوبار القريبة من مركز الزلزال بقاع المحيط الهندي قبالة جزيرة سومطرة، وتوجه مزيد من فرق الإنقاذ إلى الجزيرتين النائيتين للوقوف على حجم الكارثة. كما لاتزال عمليات انتشال الجثث مستمرة في ولاية تاميل نادو جنوب شرق البلاد.
وتقول مديرة صندوق اليونيسيف التابع للأمم المتحدة كارول بيلامي إن أكثر من ثلثي ضحايا موجات المد البحري الزلزالي من الأطفال الذين جرفتهم المياه رغم محاولات ذويهم حملهم بعيدا عن موجات "تسونامي".
تحذير من الأوبئة
أما منظمة الصحة العالمية فحذرت من أن عدد ضحايا الأوبئة والمجاعات المتوقعة في المناطق المنكوبة قد يفوق عدد ضحايا المد في مأساة يصعب تكرارها سوى في الحروب الكبرى.
وإثر تصاعد الانتقادات الموجهة للمنظمات الدولية ودول العالم الغني لتأخرها في تقديم المعونات ضاعفت الولايات المتحدة المعونات التي تعهدت بتقديمها إلى 35 مليون دولار ورفضت تلميحات بأن الدول الغنية شحيحة في تقديم المساعدة. واعترف وزير الخارجية الأميركي المستقيل كولن باول بأن المجتمع الدولي ربما يتعين عليه في نهاية المطاف أن يقدم مساعدات بمليارات الدولارات.