صفقة أف16 الباكستانية.. رفض هندي ومماطلة أميركية
27/12/2004
أثار اعتراض نيودلهي على صفقة بيع واشنطن طائرات أف16 لغسلام آباد استياء المسؤولين الباكستانيين الذين اتهموا بدورهم الهند بمحاولة تزييف الحقائق أمام الرأي العام الهندي والدولي على حد سواء.
فقد وصفت الخارجية الباكستانية على لسان الناطق باسمها مسعود خان تصريحات نيودلهي بشأن صفقة الطائرات بأنها مزعجة.
وأبدى خان أسفه لمثل هذه التصريحات "في وقت أصبح العالم يعرف حجم طموح التسلح الهندي" المبني على قائمة طويلة جدا تبلغ قيمة ميزانية شرائها 95 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة عشر المقبلة.
وأوضحت الحكومة الباكستانية أنها لا تسعى عبر الصفقة إلى خوض سباق تسلح مع أي من جيرانها، وإنما يرتبط الأمر بردم الهوة في ميزان التسلح مع الهند والتي اتسعت مع بداية التسعينات في محاولة لتحقيق الاستقرار بالمنطقة.
وكانت الهند قد أعلنت على لسان وزير خارجيتها ناتوار سينغ رفضها بيع واشنطن مجموعة من طائرات أف16 لباكستان، محذرة من أن هذه الخطوة لن تؤثر على عملية السلام الجارية بين الهند وباكستان فحسب بل ستلقي بظلالها السلبية على العلاقة الثنائية بين نيودلهي وواشنطن. واعتبر وكيل وزارة الخارجية نافتيغ سارنا إتمام الصفقة بمثابة إعلان تغير مشاعر الشعب الهندي تجاه الولايات المتحدة.
عودة الرئيس الباكستاني برويز مشرف من زيارة الولايات المتحدة يوم 4 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بخفي حنين فيما يخص الصفقة، أثارت علامات استفهام لدى بعض المحللين حول طبيعة العلاقة التي تربط واشنطن بإسلام آباد ومدى تأثير اللوبي الهندي على هذه العلاقة، لا سيما أن الرفض الأميركي اليوم يأتي في وقت رفعت فيه العقوبات الأميركية عن باكستان ويأتي أيضا بعد إعلان واشنطن إسلام آباد حليفا أساسيا لها خارج إطار حلف الناتو.
ولم يجد مسعود خان في جعبته لدى سؤاله عن الصفقة بعد عودة مشرف سوى الإشارة إلى أنه تمت مناقشة الأمر بين الزعيمين. وحول نتائج المناقشات لم يكن أمام خان إلا القول "هذا ما لدي".
المارشال الباكستاني المتقاعد عياض خان رأى أن اللوبي الهندي الفعال في واشنطن كان وراء تعطيل تسليم صفقة طائرات أف16 لباكستان منذ أن تم الاتفاق عليها عام 1989 وإلى هذه اللحظة. فنيودلهي تملك نفوذا قويا في الكونغرس الأميركي، وتعديل بريسلر عام 1989 في الكونغرس -وهو أحد أعضاء اللوبي الهندي- كان نقطة البداية في تعطيل إتمام الصفقة.
أما الصحافة الباكستانية فانبرت لانتقاد زيارة وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد للهند مطلع الشهر الحالي دون باكستان، حيث رأت فيها غياب إجابة واضحة لدى رمسفيلد حول أسباب عدم إفراج واشنطن عن الصفقة القديمة الجديدة.
كما يشير ما نشر على لسان أحد أعضاء الكونغرس الأميركي من أن طائرات أف16 ليس لها مجال لأي استخدام باكستاني في الحرب على الإرهاب، إلى طبيعة علاقة واشنطن بإسلام آباد القائمة -حسب مراقبين- على أساس مصلحة المرحلة.
المصدر : الجزيرة