إسرائيل تبدأ تهجير الفلسطينيين في خان يونس
على أنقاض منزله المدمر في الحي النمساوي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقف رأفت يوسف بعد أن عاد لتوه من مدرسة لاجئات خان يونس الابتدائية التي لجأ إليها هو وأسرته هرباً من نيران الاحتلال والبرد القارص على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
ردد يوسف (37عاما) وهو يذرف الدمع من هول ما رأت عيناه من دمار "لم أتمكن من معرفة مكان منزلي، بعد أن اجتثته جرافات الاحتلال، وأخفت كل معالمه في باطن الأرض".
حال هذا المواطن الفلسطيني لا يختلف عن حال 270 أسرة فلسطينية أجبرها الاحتلال على ترك منازلها منتصف ليلة الخميس الماضي، دون أن يسمح لأي من هذه الأسر بأخد أي من متاعها، أو حتى إمهالهم فرصة ارتداء ملابسهم الثقيلة للاحتماء من البرد القارص.
مسلسل التهجير
مدرسة وكالة الغوث الابتدائية ومستشفى مبارك في المدينة اللتان لم يتجاهلهما رصاص قناصة الاحتلال تحولتا إلى مخيم لجوء، أعادت إلى الأذهان مسلسل التهجير الذي عاشه الفلسطينيين في العام 1948.
ويشكك سكان الحي النمساوي في نية قوات الاحتلال الانسحاب من الحي بالكامل، مؤكدين للجزيرة نت أن الجنود الإسرائيليين لا يزالون متمركزين بالقرب من الحي، ويطلقون النار بين الفينة والأخرى على السكان الذين قدموا لتفقد منازلهم المدمرة، الأمر الذي تسبب بإصابة أحد أبناء الحي صباح هذا اليوم بجراح خطيرة، نتيجة إطلاق النار المتكرر على السكان.
وقال حسني زعرب محافظ خان يونس إن قوات الاحتلال تشن حرباً شرسة ومبرمجة ضد المحافظة تستهدف قتل وإصابة وتشريد أكبر عدد من المواطنين الأبرياء.
وأوضح أن منطقتي المخيم الغربي والحي النمساوي تتعرضان لعدوان إسرائيلي كبير يستدعي وقفة جادة وحقيقية من قبل كل القوى والفعاليات والمؤسسات لمواجهته، وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لذوي الشهداء، والمصابين، وأصحاب المنازل المدمرة، والأسر المشردة والمنكوبة.
ودعا المحافظ السلطة الوطنية والدول العربية والمؤسسات الداعمة إلى تقديم إغاثة عاجلة وسريعة لأصحاب المنازل المهدمة والمشردين من أهلها. ونوه إلى أن المحافظة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تمكنتا من توفير مدرستين لإيواء حوالي 270 أسرة شردتها قوات الاحتلال من المخيم والنمساوي.
خوف وهلع
ولم تسلم مستشفى ناصر في مدينة خان يونس من عدوان الاحتلال الإسرائيلي، حيث أقدمت تلك القوات على إطلاق النار الكثيف على كافة أقسام ومباني المستشفى وهدم أحد أسورها، الأمر الذي تسبب بحالة من الخوف والهلع في أوساط المرضى الذين غادر معظمهم المستشفى هرباً من نيران الاحتلال التي لاحقتهم وهم على أسرة الشفاء.
إزاء ذلك ناشد عبد الرحمن البرقاوي مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية، كلا من الأمين العام للأمم المتحدة، ومفوض حقوق الإنسان، ومدير عام منظمة الصحة العالمية، ورئيس جمعية الصليب الأحمر الدولي، والهلال الأحمر، العمل من أجل حماية الشعب الفلسطيني، وإرسال مراقبين دوليين للاطلاع مباشرةً على حجم الجريمة.
وأهاب بجميع المنظمات الدولية والأهلية ومنظمات حقوق الإنسان، ومنظمات الأمم المتحدة والدول الأوروبية، المعنية بالعدالة، برفع الظلم والمعاناة عن الشعب الفلسطيني، والتدخل لحماية المستشفيات من الممارسات الإسرائيلية المتواصلة.
ومن جانبه قال ياسر عبد الغفور الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حصدت أرواح 11 شهيداً وأصابت 47 آخرين -بينهم 20طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً- و12 شابا وصفت جراحهم بالخطيرة.
وأضاف أن فوات الاحتلال تسببت في تشريد 450 مواطنا، و دمرت 40 منزلاً بالكامل فيما ألحقت الأضرار بأكثر من 30 منزلا أخر.
_________________
مراسل الجزيرة نت