واشنطن تعيد ترتيباتها الأمنية بعد هجوم الموصل
بدأ الجيش الأميركي بإعادة النظر في إجراءاته الأمنية المتخذة بشأن قواعده المنتشرة في العراق بعد يوم من ترجيحه أن يكون تفجير مطعم القاعدة العسكرية بالموصل الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود الأميركيين نفذ من قبل شخص انتحاري يمتلك معلومات مسبقة عن القاعدة.
وقال متحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في بغداد إن الإجراءات والخطط الأمنية يجب أن تخضع للتغيير إذا دعت الضرورة، موضحا أن الوضع الحالي في العراق يتطلب مثل هذا التغيير.
وقال متحدث عسكري أميركي آخر إن القوات الأميركية لديها باستمرار قوة حماية حول قواعدها في العراق، لكنه أقر بأن ذلك لن يوقف أي شخص يريد أن يفجر نفسه في أو قرب إحدى هذه القواعد.
وكانت تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول ريتشارد مايرز بشأن التحقيقات أشارت إلى أن مهاجما يحمل حزاما ناسفا دهم مقصف القاعدة أثارت تساؤلات عن نجاعة الإجراءات الأمنية المتخذة في القواعد الأميركية والكيفية التي تمكن بها مهاجم انتحاري من التسلل في وضح النهار وتفجير نفسه وسط الجنود.
فشل ذريع
وفي هذا الإطار أفاد تقرير أعده مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية بأن الولايات المتحدة تواجه هجمات أكثر خطورة وأشد فتكا في العراق لأنها كما حدث في حرب فيتنام فشلت في تقديم تقييم نزيه للحقائق على أرض الواقع.
وأكد التقرير أن المتحدثين باسم الإدارة الأميركية بدا أنهم يعيشون في الوهم وهم يدلون برواياتهم عما يجري في العراق.
وقال المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأميركية إنتوني كوردزمان -الذي أعد التقرير- إن من وصفهم بالجواسيس العراقيين يشكلون تهديدا خطيرا على العمليات الأميركية، وإنه ليس هناك ما يشير إلى أن أعداد المقاتلين تتراجع رغم الهجمات الأميركية والعراقية المضادة.
وخلص كوردزمان إلى أن واشنطن فشلت في العام الأول من تواجد قواتها في العراق في السيطرة على المسلحين العراقيين بكل المقاييس.
تجدر الإشارة إلى أن القوات الأميركية انسحبت من فيتنام عام 1973 بعد أن فقدت الحرب تأييد الرأي العام الأميركي وبعد أن أفاق الأميركيون من الوهم ليروا فشل حكومتهم في إعلان الحقيقة عن العمليات العسكرية في فيتنام وأعداد القتلى والجرحى.