مجزرة تاكباي وضعت جنوب تايلاند على فوهة بركان
فمنذ وقوع المجزرة في ولاية نراتيوات خلال رمضان الماضي، التي قتل أثناءها ستة مسلمين وقضى قرابة 80 آخرين اختناقا، والغموض يلف سلسلة أحداث القتل والاغتيالات والهجمات المسلحة التي تقع بشكل شبه يومي في ولايات نراتيوات وفطاني وجالا ذات الغالبية المسلمة.
ورغم أن أحدا لا يملك إجابة قاطعة حول هوية من يقف وراء هذه الأحداث، فإن تقديرات المسؤولين والقيادات الإسلامية وحتى عامة الشعب الذين تحدثت إليهم الجزيرة نت تحصر دائرة الاشتباه في ثلاث جهات، هي طرف خارجي يرجح أن يكون الاستخبارات الأميركية التي سبق أن طالبت تايلند بفتح أراضيها أمام القوات الأميركية ورفضت حكومة تاكسين هذا الطلب، والثاني هي قيادات في الجيش التايلندي خدمت سابقا في الجنوب وتورطت بعمليات تهريب مخدرات وتجارة الرقيق الابيض وحتى الأطفال قبل استبدالها.
والثالث هو الحزب الديمقراطي الذي غيبه مجيء تاكسين إلى الحكم بعد أن احتكر السلطة لأكثر من 24 عاما. ومن مصلحة هذه الأطراف -مجتمعة أو متفرقة- إضعاف موقف الحكومة التي بدأت برنامجا إصلاحيا طموحا، وهي تجد في الجنوب الساحة الأنسب لتفجير الأزمة.
" الاستخبارات التايلاندية أصدرت تقريرها عن أحداث الجنوب استبعدت فيه أن يكون للمسلمين أو منظماتهم يد في أحداث العنف " |
تقرير الإستخبارات
وحسب مصدر صحفي متابع لأحداث الجنوب فان الاستخبارات التايلندية أصدرت تقريرها عن أحداث الجنوب واستبعدت فيه أن يكون للمسلمين أو منظماتهم يد في أحداث العنف في جنوب البلاد.
وشكلت الحكومة لجنة من خمسين عضوا للتحقيق في أحداث تاكباي، بينهم رؤساء المجالس الإسلامية في الولايات الثلاث وأكاديميون وسياسيون مسلمون وبوذيون، ومن المفترض أن تقدم هذه اللجنة تقريرها إلى الحكومة في غضون الشهر الجاري.
وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون الجنوب د. تشاران مالوليم، وهو مسلم، للجزيرة نت "لن تمر أحداث تاكباي كما مر حادث مسجد كيرسي الذي وقع في أبريل/ نيسان الماضي دون محاسبة، لأن المتظاهرين في تاكباي كانوا مسالمين ولم يحملوا السلاح، وبالتالي لم يكن هناك ما يبرر العنف المبالغ فيه لتفريق تظاهرتهم"، وأضاف "لا بد أن يتحمل شخص أو أشخاص مسؤولية ما جرى، وهناك جهات خارجية تنتظر نتائج التحقيق لتفسير ما جرى، مثل منظمة المؤتمر الإسلامي وقادة بعض الدول الإسلامية".
لا خيار
أما الناطق باسم الجيش في جنوب تايلند الكولونيل تشملانغ فقد برر لجوء الجيش إلى القوة لفض المظاهرة بقوله "لم يكن أمامنا خيار سوى استخدام القوة، لأن المتظاهرين هاجموا مركزا للشرطة، لكننا لم نتوقع مقتل أكثر من عشرة أشخاص".
وفيما عبر قادة مسلمون بينهم قيادات المجالس الإسلامية عن قناعتهم بضرورة استتباب الأمن وعودة الحياة في الجنوب إلى ما كانت عليه، يردد كثير من المسلمين في أحاديثهم المغلقة أنهم لن ينسوا أبناءهم الذين قضوا برصاص القوات الحكومية.
ولذلك عبر أحد الناشطين المسلمين العاملين على تهدئة الأوضاع، عن قناعته بأن العام القادم سيشهد مزيدا من الصدامات وإحداث العنف بين الطرفين.
ـــــــــــــــــ