الرياض صلت في هدوء رغم دعوة احتجاج ثانية
ساد الهدوء العاصمة السعودية الرياض بعد صلاة الجمعة رغم دعوة ثانية للاحتجاج وجهها المعارض السعودي سعد الفقيه من مقره بلندن.
وقد تفرق المصلون في هدوء بعد خروجهم من المساجد, بينما شوهد انتشار مكثف لقوات الأمن في المناطق القريبة من مسجد قصر الحكم في وسط الرياض حيث انتشر عشرات من رجال الأمن كانوا يتحققون من هويات المواطنين, وحلقت طائرة مروحية في سماء المنطقة.
وقد أعادت الشرطة السعودية فتح الطرق المؤدية إلى وسط الرياض بعد انتهاء الصلاة بعد أن كانت أغلقتها في وقت سابق, إلا أن الحضور الأمني كان أقل كثافة في المناطق التي كان يفترض أن تشهد مسيرة أمس الاحتجاجية التي دعا إليها الفقيه. فقد انخفض عدد سيارات الشرطة ولم تكن هناك إلا بضع نقاط مراقبة, كما اختفت سيارات الإسعاف والشاحنات المزودة بخراطيم المياه.
وقد اعتبرت الصحف السعودية الصادرة اليوم ضعف المشاركة في مسيرات الاحتجاج أمس بمثابة فشل ذريع لسعد الفقيه الذي توقع أن يستجيب عشرات الآلاف لدعوته.
وأقر الفقيه من جهته بأن السلطات السعودية أحبطت مسيرة يوم أمس ولكنه ادعى أن خمسة آلاف من أنصاره اعتقلوا في جدة والرياض, بينما لم تتحدث الداخلية السعودية إلا عن شخصين أوقفا في جدة بعد إطلاقهما النار من سيارتهما.
الفقيه وبن لادن
غير أن المراقبين يرون أن فشل الفقيه في حشد الشارع السعودي لا يجب أن يحجب وجود رغبة في الإصلاح.
فالدعوة التي وجهها هذا الأسبوع 35 عالما سعوديا للتحذير مما أسموه "الإساءة لمصالح المجتمع ووحدة البلاد" أقرت في الوقت ذاته بالحاجة إلى إجراء إصلاحات داخل المملكة.
ويحذر هؤلاء المراقبون من أن تشكيك جزء من السعوديين في استغلال الفقيه للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية لأغراض سياسية لا يجب أن يخفي تذمر بعضهم مما يرون أنه غياب العدل في توزيع الثروة في البلاد.
وقد تزامنت المسيرات التي دعا إليها الفقيه مع الشريط الصوتي الجديد الذي قال فيه أسامة بن لادن إن الحل الوحيد للتغيير في السعودية هو الانقلاب على العائلة المالكة التي اتهمها بالفساد وتبديد أموال الشعب. وكانت تلك نقطة تقاطع بارزة بين زعيم القاعدة وزعيم حركة الإصلاح.