سكان الرمادي يرفضون التعامل مع الأميركان
تعيش الفرقة العسكرية الأميركية التي ترابط في مدينة الرمادي العراقية في عزلة كاملة بسبب انعدام الأمن ورفض السكان المحليين التعاون معهم.
ويقول النقيب وليام سنوك المكلف -من بين أمور أخرى- بالعلاقات مع وسائل الإعلام "إن وحدتنا في طور بناء علاقات مع السكان المحليين".
لكن يبدو أن تلك العملية ستأخذ وقتا طويلا خاصة إذا ما علمنا أن القوات الأميركية متمركزة في هذه المدينة الواقعة على بعد 100 كلم غربي بغداد منذ أكثر من عام.
فمنذ قدوم سنوك تلك المدينة قبل أسبوع لم يقابل من مسؤوليها سوى المسؤول عن الكلية التقنية التي تتخذ منها القوات الأميركية مقرا لها, هذا في الوقت الذي يوجد فيه عدد كبير من المسؤولين هناك بمن فيهم عمدة المدينة الذي يشغل كذلك منصب واليها بعد إصابة هذا الأخير بوعكة صحية نقل على إثرها إلى بغداد.
في هذا الإطار يقول المقدم جاستين غابلر الذي يتولى القيادة العامة للفرقة إضافة إلى مراقبة نصف المدينة "منذ هجوم الفلوجة الأخير لم يتقدم أي زعيم محلي للتوسط بيننا وبين السكان".
ويرى غابلر أن سبب هذا الإحجام وجيه "فهم خائفون ويخشون أن يساعدوننا ثم نغادر فيقتلهم المتمردون".
وحيث أن الأميركيين يفتقدون لشركاء محليين فإنهم يحاولون الآن -إبان عمليات تمشيطهم- تحديد السلطات الدينية والقبلية المؤثرة في الرمادي.
ويجد الجنود الأميركيون أنفسهم في هذه البيئة منعزلين فيما يشبه الحصن الوهمي حيث تستهدفهم يوميا طلقات مدافع الهاون ويتعرضون للمضايقات فور خروجهم من مجمعهم.
يقول سنوك "إن كل ما نستعمله مستورد من الخارج.. ونقوم بحرق قمامتنا" مضيفا أنه حتى ماء الاستحمام يجلب لهم من الخارج أما مياه الشرب فيزودون بها من السعودية.
أما عن استعمال اليد العاملة المحلية فهذا أمر مستحيل, فسنوك مثلا لا يعرف سوى المترجمين الذين يأتون من أماكن متفرقة من العراق.
وفي كل الأحوال لا يبدو أن رجال الأعمال المحليين سيخاطرون بالتعامل مع الأميركيين مخافة أن يتهموا بالتواطؤ مع قوات الاحتلال.
وحتى المترجمين الذين يأتون من أماكن مختلفة من العراق يلبسون أقنعة تغطي وجوههم كلما طلب منهم القيام بأي عمل له علاقة بالسكان المحليين.
أما شرطة الرمادي فإنهم اختاروا تقديم استقالتهم الجماعية, قبيل هجوم القوات الأميركية الأخير علىالفلوجة, لتفادي تطبيق قوانين الطوارئ التي أقرتها حكومة علاوي.