مقتل جندي أميركي ولجنة الانتخابات العراقية تبحث إرجاءها
قتل جندي أميركي عندما فجر مسلحون قنبلة أثناء مرور دبابة أميركية بطريق قرب بلدة الضلوعية جنوب شرق سامراء شمال العاصمة بغداد.
وقال الجيش الأميركي في بيان إن الانفجار الذي وقع في وقت مبكر من صباح اليوم أدى إلى إعطاب الدبابة وهي من طراز أبرامز.
وغير بعيد عن مكان الهجوم قتل ضابط من الحرس الوطني العراقي في اشتباكات جرت بين مسلحين وقوات من الشرطة والحرس الوطني سيطر خلالها المسلحون على مدينة الخالص القريبة من بعقوبة، كما قتل عضو بارز من الحزب الشيوعي برصاص مسلحين في بهرز جنوب المدينة ذاتها.
وفي العاصمة بغداد انفجرت سيارة مفخخة لدى مرور رتل أميركي على طريق مطار بغداد الدولي، دون أن ترد بعد أي أنباء عن حجم الخسائر في صفوف القوات الأميركية. كما انفجرت قنبلة قرب البنك المركزي العراقي في شارع الرشيد وسط بغداد فقتلت شخصين وجرحت آخرين.
في هذه الأثناء أصبحت مدينة اللطيفية بجنوب بغداد تحت سيطرة القوات الأميركية والحرس الوطني العراقي. وقد ضاعفت هذه القوات الدوريات في المدينة حيث اختفى المسلحون عن الأنظار وتمركز قناصة أميركيون على السطوح فيما استؤنفت حركة السير على الطريق التي تربط بغداد بمدينة كربلاء بوسط العراق.
ملف الانتخابات
وتتزامن هذه التطورات الميدانية مع تطورات لافتة على الصعيد السياسي بعد مطالبة 15 حزبا وكيانا سياسيا عراقيا بإرجاء الانتخابات المقررة في البلاد في 30 يناير/ كانون الثاني القادم لمدة ستة أشهر.
وجاء طلب التأجيل بعد اجتماع بمنزل زعيم تجمع الديمقراطيين المستقلين عدنان الباجه جي أمس حضره ثلاثة وزراء على الأقل من الحكومة المؤقتة ونحو 100 شخصية تمثل أحزابا وهيئات مدنية وشيوخ عشائر.
وكان الباجه جي من أبرز الموقعين على العريضة إضافة إلى الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق.
وحضر الاجتماع ممثل عن جماعة الوفاق الوطني العراقي التي يتزعمها رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي والحزب الشيوعي العراقي، لكنهما لم يوقعا على العريضة التي وزعت في نهاية الاجتماع.
وساقت العريضة مبررات للتأجيل منها سوء الوضع الأمني في البلاد وغياب التحضيرات الكاملة إداريا وفنيا وسياسيا للانتخابات مما يتطلب إعادة النظر في التاريخ المحدد لها.
اجتماع طارئ
وتلبية لهذا الطلب تعقد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق اجتماعا طارئا اليوم لبحث احتمال إرجاء الانتخابات.
وقال رئيس المفوضية عبد الحسين الهنداوي إن مسألة التأجيل ليست بهذه السهولة وتتطلب إجماعا من قبل غالبية القوى السياسية بسبب عدم وجود تشريع قانوني يخول القيام بذلك، مشيرا إلى أن بإمكان المفوضية تقديم مقترحات محددة إلى الجهات المعنية بالأمر.
وينص الدستور المؤقت الذي أقر في الثامن من مارس/ آذار الماضي على أن الانتخابات العراقية لا يمكن أن تجري بعد 31 يناير/ كانون الثاني القادم.
وحتى الآن أكدت الحكومة العراقية المؤقتة تصميمها على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 30 يناير/ كانون الثاني القادم, وكذلك المرجعيات الشيعية التي تمسكت بهذا الموعد، داعية إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات.
ولم تشأ المصادر المقربة من المرجع الشيعي البارز آية الله العظمى علي السيستاني التعليق على طلب تأجيل الانتخابات، مذكرة بأن التوجه العام لدى أبرز المرجعيات الشيعية يقضي بإجراء الانتخابات في موعدها حتى يصبح للعراق حكومة تستمد شرعيتها من صناديق الاقتراع.
وقد سارع الرئيس الأميركي جورج بوش في التعقيب على هذه التطورات بتأكيد رغبته في إجراء الانتخابات العراقية في موعدها المقرر. وقال بوش للصحفيين بمزرعته في تكساس إن هذا الموعد حددته اللجنة الانتخابية.