انشقاق بحزب الإصلاح الجزائري المعارض

REUTERS - Abd-Ellah Djabalah the candidate from the Algerian islamic party El Islah, addresses
أحمد روابة- الجزائر
قرر حزب حركة الإصلاح الوطني المعارض بالجزائر إبعاد ستة من أعضائه القياديين بينهم رئيس مجلس الشورى الوطني محمد بولحية، بسبب خلافهم مع رئيس الحركة عبد الله جاب الله، حول التحضير لمؤتمر الحزب المزمع عقده نهاية شهر ديسمبر القادم، وحول طريقة التسيير وتقسيم الصلاحيات بين مؤسسات الحركة.

وعقد الموالون لرئيس الحركة اجتماعا لمجلس الشورى وأعلنوا إبعاد المعارضين بمن فيهم رئيس مجلس الشورى، الذي كان دعا إلى عقد دورة استثنائية للمجلس على رأس جدول أعمالها دراسة الأزمة داخل الحركة, إلا أنه منع من افتتاح الدورة، التي تحولت بعد مشادات كلامية إلى اجتماع لتأييد جاب الله وإبعاد معارضيه.

واتهم المعارضون رئيس الحركة بالهيمنة على الحزب، والانفراد بكل الصلاحيات في اتخاذ القرار، على حساب المؤسسات المنتخبة، وعلى رأسها مجلس الشورى.

ورفض محمد بولحية الاجتماع الذي عقده الموالون لرئيس الحركة، واعتبر أن الدورة الشرعية الوحيدة هي التي دعا إليها هو بصفته رئيس المجلس.

ومن جهته يقول القيادي محمد جهيد يونسي إن المعارضين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما وصفه بالتجاوزات القانونية التي وقع فيها الموالون لجاب الله. ويضيف أن الموالين لرئيس الحركة منعوا انعقاد الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى، لدراسة ومعالجة الخلاف والأزمة داخل الحزب، متهما إياهم بإغلاق أبواب الحوار والنقاش.

أما عبد الله جاب الله فقد أبدى ارتياحا كبيرا إزاء الموقف، واعتبر ذلك دعما له والتفافا حوله في قيادة حركة الإصلاح الوطني، التي رشحته للانتخابات الرئاسية الماضية. واتهم معارضيه بالعمالة للنظام، وبالعمل على تكسير الحركة بسبب مواقفها الثابتة في المعارضة التي "أصبحت تقلق السلطة أكثر من أي وقت مضى", على حد تعبيره.

وكان جاب الله على رأس حركة النهضة الإسلامية التي أسسها قبيل الانتخابات الرئاسية لسنة 1999 وتمرد عليه قياديون اختاروا مساندة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بينما حرص جاب الله على الترشيح للانتخابات الرئاسية التي شارك فيها بصفة مستقل تاركا حزبه للمتمردين عليه.

وحقق عبد الله جاب الله المرشح الإسلامي نتائج قوية في انتخابات 1999 على الرغم من انسحابه مع المرشحين الستة، مما ساعده في تأسيس حزب إسلامي جديد عرف بحركة الإصلاح الوطني.

ويعتبر المنشقون أن ما يقوم به جاب الله يمثل انتحارا للحزب ودفعا به نحو المجهول، في حين يتهم الموالون له المعارضين بمحاولة تغيير خط الحزب السياسي، والميل نحو السلطة والتخلي عن مبادئ الحزب وما يعتبرونه مواقف تاريخية.

____________________
 مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة

إعلان